الاحتياطي الفيدرالي الاميركي يبقي الفائدة قرب الصفر

اقتصادية 2020/05/04
...

واشنطن / نافع الناجي
 
أعلن مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي، أنّ إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة الأميركية انكمش بنسبة 4.8% خلال الربع الأول على أساس سنوي، وان نسبة الانكماش جاءت أسوأ من التوقعات. في الوقت الذي أبقى صنّاع السياسات بمجلس بنك "الاحتياطي الأميركي" أسعار الفائدة قريبة من الصفر، وجددوا تعهدهم ببذل ما يلزم لدعم الاقتصاد، قائلين إنّ جائحة كورونا ستثقل كاهل توقعات المدى القريب وتفرض "مخاطر كبيرة" على المدى المتوسط.
 
تضرر الاقتصاد
وتضرر الاقتصاد الأول في العالم، خلال الأسابيع الأخيرة من شهر آذار/مارس الماضي بصورة مباشرة، بسبب فيروس كورونا المستجد الذي ضرب أطنابه بكل مفاصل البلاد تقريبا، إذ تم إغلاق مجالات عديدة من أوجه الاقتصاد للحد من تفشي الفيروس. وكان قطاع المستهلكين هو الأكثر تضررا من الفيروس 
المذكور.وأشار مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي، إلى أنه ليس من الممكن حساب المدى الكامل للتداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا كميّاً في تقديرات إجمالي الناتج المحلي 
الحالي.
وكان الكونغرس (النواب والشيوخ) قد مرر حزمة تحفيز بقيمة 3 تريليون دولار للمساعدة في الحد من تداعيات فيروس كورونا، كما خفض بنك الاحتياط الاتحادي معدلات الفائدة إلى قرب 
الصفر.
وقد بدأت بعض المجالات في استئناف نشاطها في أميركا، ومن المتوقع أن يستأنف مزيد من الولايات عمل القطاعات المتوقفة في اقتصادياتها على مراحل خلال الأيام والأسابيع 
المقبلة.
الفائدة صفر
الى ذلك أبقى صنّاع السياسات بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة قريبة من الصفر وجددوا تعهدهم ببذل ما يلزم لدعم الاقتصاد، قائلين إن جائحة كورونا "ستثقل كاهل" توقعات المدى القريب وتفرض "مخاطر كبيرة" على المدى المتوسط.
وذكر بيان من البنك المركزي في ختام اجتماع استمر يومين عُقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بسبب الفيروس "مجلس الاحتياطي ملتزم بتسخير شتى أدواته لدعم الاقتصاد الأميركي في هذا الوقت العصيب، وبما يخدم تحقيق أهدافه المتمثلة في أقصى توظيف واستقرار الأسعار".
وفي غضون أسابيع انتقل الاقتصاد الأميركي من بطالة متدنية غير مسبوقة إلى تقديم أكثر من 26 مليون شخص طلبات للحصول على إعانة البطالة وسط تهاوٍ حاد للنشاط هو الأشد منذ الكساد العظيم مع إغلاق السلطات الحكومية في أنحاء البلاد قطاعات واسعة من الصناعة والتجارة لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد.
 
خسائر فورد وستارباكس
بدورها أعلنت شركة "فورد موتورز"، ثاني أكبر منتج سيارات في الولايات المتحدة، عن تسجيل خسائر قدرها 2.2 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، متوقعةً تسجيل خسائر بأكثر من 5 مليارات دولار خلال الربع 
الثاني.
وكغيرها من شركات صناعة السيارات الكبرى، كانت "فورد" قد أوقفت تشغيل مصانعها في الولايات المتحدة وأوروبا منذ آذار/مارس الماضي، في إطار إجراءات وقف انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19). وذكرت أنّها تعتزم استئناف تشغيل مصانعها في أوروبا تدريجياً اعتباراً من الأسبوع 
المقبل.
ومن المتوقع أن تكون مصانع فورد في مدينتي كولونيا وسارلويس بألمانيا وفالنسيا في إسبانيا وكرايوفا في رومانيا أول المصانع التي سيعاد تشغيلها، يليها مصنعا داجينهام وبريدجيند في 
بريطانيا.
وأوضح ستيوارت رولي، رئيس مجموعة "فورد" في أوروبا "نريد الاستعداد لبيئة جديدة بمجرد تجاوز الذروة الأولية لتفشي جائحة فيروس كورونا في أوروبا". دون ابداء مزيد من التفاصيل.
كما أعلنت سلسلة المقاهي الأميركية ستارباكس، تراجع مبيعاتها على مستوى العالم خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 10 % سنوياً، بسبب تداعيات جائحة فيروس 
كورونا.
وأفادت أن تراجع مبيعاتها خارج الولايات المتحدة كان بشكل أكبر، إذ تراجعت مبيعات فروعها في الصين بنسبة 50% خلال الربع الأول من العام الحالي، مقابل تراجع مبيعات فروعها في الولايات المتحدة بنسبة 3 % فقط.
وبلغت إيرادات السلسلة خلال الربع الأول من العام الحالي 6 مليارات دولار بانخفاض نسبته 5 % سنوياً، وهو ما ربطته السلسلة مباشرة بتراجع المبيعات نتيجة 
كورونا.
وذكرت ستارباكس أنها تعتزم الاستفادة من الدروس التي تعلمتها من التجربة الصينية لتطبيقها في الولايات المتحدة، حتى تتمكن من "المراقبة والتكيف" مع استعدادها لإعادة فتح فروعها في عموم الولايات 
المتحدة.