تخبط درامي
آراء
2020/05/08
+A
-A
عبدالزهرة محمد الهنداوي
معينة!
فاجأتنا بعرض أعمال مسيئة جداً لمكونات اجتماعية أو للعشائر العراقية والنيل من المنظومة القيميَّة للمجتمع، بينما جاءت أعمال أخرى، وهي تعج بالابتذال، سواء كان ذلك بالتلميح والإيحاء أم بالتصريح، وثالثة حملت الكثير من الإسفاف والإجحاف، وفي خضم هذا التخبط الدرامي ما زالت الدراما المصريَّة والتحقت بها الآن الدراما الكويتية هي المهيمنة على المشهد، في حين كان بإمكان الدراما العراقية لو أتيحت لها الفرصة أنْ تتسيد الساحة العربية. فمع استثناءات هنا وهناك، فإنَّ أغلب الأعمال العراقية الرمضانية جاءت إما بلا هدف، أو مهلهلة بلا لون ولا طعم ولا
رائحة!
يحدث هذا والعراق يزخر بالكثير من القصص غير التقليدية وفي جميع المجالات الحياتية، لعلَّ في مقدمتها تلك البطولات التي سطرّها الأبطال من أبناء جيشنا وحشدنا وقواتنا الأمنية الأخرى وما قدموه من قصص أسطوريَّة ربما يحسدنا عليها المخرجون والمنتجون في البلدان الأخرى، لو أحسنّا التعامل معها واستثمرناها لأصبحنا منتجين ومصدرّين للدراما العراقيَّة، وبالإمكان أنْ تكون مصدراً اقتصادياً لا بأس
به.
وهنا أقول، إنَّ الظروف مهيأة والفرصة مؤاتية لشبكة الإعلام العراقي لأنْ تدخل بقوة لإنتاج المزيد من الأعمال الدراميَّة عالية المستوى، وتفعيل مبادرة دعم الدراما التي تم الإعلان عنها عام ٢٠١٨ بين الشبكة والبنك المركزي العراقي، ورابطة المصارف الخاصة العراقيَّة، والتي أعلنوا في حينها إنتاح ثلاثة أعمال درامية، فنحن بحاجة ماسة اليوم لمن ينقذ الدراما العراقيَّة مما وصلت إليه من تردٍ كبير، وهذه الدعوة تشمل كتّاب الدراما، والمخرجين والإعلاميين والفنانين، ومن المؤكد إنَّ شبكة الإعلام العراقي بإدارتها الشبابيَّة قد وضعت في حساباتها مثل هذا التوجه الدرامي.