العلاج بالنافذة لبث البهجة في نفوس مسني أستراليا

الصفحة الاخيرة 2020/06/07
...

ترجمة/ ليندا أدور
مع استمرار فرض تقييد الحركة بسبب جائحة كورونا على نزلاء مراكز رعاية المسنين في استراليا، غالباً ما يجد الفنانون طرقاً جديدة للتواصل معهم، وهو الأمر الذي اعتاد القيام به كل أسبوع، الموسيقي والممثل، بينهور هيلوند، بعد أنْ يقوم بتعقيم "الأكلال" خاصته (قيثارة برتغالية الأصل)، وغسل يديه جيداً ويرتدي قبعة القش المبهجة استعداداً لتقديم نوع جديد من الأداء.
يجتمع حوله جمهوره من كبار السن المقيمين في مركز ويدون هورنزبي، الذي يقع في الساحل الشمالي لسيدني للاستماع الى موسيقاه، لكن من وراء زجاج النوافذ، وهو ما يعرف بـ"العلاج بالنافذة" وهي طريقة تهدف لإشراك كبار السن بالفنون مع المحافظة على قيود التباعد الاجتماعي.
يبدأ هيلوند برسم قلوب عملاقة وكتابة عبارة "اشتقت لكم" على الزجاج مستخدماً أقلام الطباشير السائلة، من بعدها يمسك الميكروفون ليبدأ بالغناء، بشكل مرئي أكثر، اذ يتعذر عليه سماعهم عبر النافذة، يقول: "أقوم برسم الأغاني كلعبة الرسم بالكلمات وعليهم ان يحزروا ما هو اللحن الذي سأغنيه"، يبتدع رسوماته من خلال تتبع بصمات أيدي المسنين على النافذة، كما يحرص على تطوير مهاراته بالكتابة العكسيَّة.
يرى هيلوند ان نقطة تواصله الأهم هي من خلال الغناء، فبعد أن أمضى ثلاث سنوات بزيارات متقاربة لهذا المركز وأكثر من عشر سنوات في دور أخرى لرعاية المسنين، صار يعرف أي الألحان سيكون لها إيقاع جميل وجذاب. يشير هيلوند الى أن عروضه الغنائية السابقة كانت مؤثرة للغاية، كانت ردة فعلهم الأولى هي مجرد الشعور بالفرح، لم أتمكن من سماعهم لكن كنت أراهم يغنون أو ينقرون بأقدامهم طرباً وتواصلاً مع الموسيقى، كان يكفيني ان ينقروا اصبعاً أو قدماً، مضيفاً "يغمرني شعور بانني أسهم في إسعاد أشخاص في مراحل عمرهم الأخيرة" معلقاً بكلمات لأغنيته المفضلة تقول: "كبار السن يكبرون وحيدين، بانتظار من يقول لهم "مرحباً" حيث أنتم".
تحدثت سالي مارتن، مديرة المركز عن تأثير جلسات المشاركة الابداعية تلك في المسنين وسعادتهم لانها تقام، حتى وإن كانت عبر النافذة، بالرغم من التقييد المفروض على الزوار، بقولها أنها "مهمة للغاية، الآن بشكل خاص، من أجل الحفاظ على معنوياتهم وتواصلهم من خلال اللعب والمرح".
* صحيفة الغارديان البريطانية