شارك آلاف الأميركيين، مساء أمس الأول الاثنين (صباح أمس الثلاثاء بتوقيت الشرق الأوسط)، في مراسم التأبين الأخير لجورج فلويد، الذي فجر مقتله على أيدي الشرطة احتجاجات واسعة في الولايات المتحدة وخارجها، وطغى الحديث عن تحقيق العدالة للضحايا السود خلال حفل التأبين، وجرت مراسم التأبين في إحدى كنائس مدينة هيوستن بولاية تكساس حيث نشأ فلويد.
وكان من بين المشاركين أسر عدد من الأميركيين السود الذين قضوا على يد قوات الشرطة، بينهم أسر (إريك غارنر ومايكل براون وأهمود أربيري وترافيون مارتن(، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" .
وقال فيلونيس فلويد، شقيق جورج فلويد، وهو يبكي بينما كان يذكر بعض أسمائهم خارج كنيسة فاونتين أوف بريز:" يا له من أمر مؤلم، سنحقق العدالة، سنحققها " .
وارتدى المشيعون قمصانا عليها صورة فلويد أو عبارة "لا أستطيع التنفس"، التي كررها فلويد مرارا أثناء توقيفه من قبل ضابط شرطة مينيابوليس.
وظل هؤلاء تحت شمس تكساس الحارقة لساعات حتى حل المساء للمشاركة في تأبين جثمان فلويد، الذي ارتدى حلة بنية اللون.
وقالت المتحدثة باسم دار جنازات "لاتوريا ليمون"، إن 6 آلاف شخص في الأقل حضروا التأبين، بعضهم تكبد عناء القدوم من ولايات أخرى وأمضى ساعات في القيادة.
وشارك آخرون ممن لم يتمكنوا من حضور تأبين فلويد في هيوستن على طريقتهم الخاصة في مناطقهم، ففي لوس أنجلوس، تجول سيارات على غرار الجنازة عبر وسط المدينة تزامنا مع بداية التأبين في هيوستن، وفي ولاية تينيسي، وقف سكان مدينة ممفيس دقيقة حداد على روح فلويد.
وأشعل مقتل فلويد في 25 أيار الماضي احتجاجات دولية، ولفت الانتباه من جديد إلى معاملة الأميركيين من أصول إفريقية في الولايات المتحدة من قبل الشرطة ونظام العدالة الجنائية.
في السياق نفسه، ركع العديد من كبار النواب الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي، ومن بينهم رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، على ركبهم، ووقفوا صامتين لمدة ثماني دقائق و46 ثانية، وجاءت الفعالية تكريما للمواطن القتيل جورج فلويد. وقالت بيلوسي قبل لحظة الصمت: "نحن هنا لمراقبة هذا الألم، نحن هنا لاحترام تصرفات الشعب الأميركي، للتحدث ضد تلك )العنصرية(، التي تتجلى على وجه التحديد في وحشية الشرطة، نحن هنا لتكريم جورج فلويد". و8 دقائق و46 ثانية هو الوقت الذى ظل فيه ضابط الشرطة الأبيض واضعا ركبته على عنق فلويد، مما أدى إلى وفاته. وطالب مشرعون من الحزب الديمقراطي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن يتم فورا تفكيك السياج الذي أقيم الأسبوع الماضي حول ميدان لافاييت في واشنطن، بسبب الاحتجاجات على وفاة جورج فلويد.
وقالت الخدمة الصحفية لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، إن بيلوسي وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، بعثا برسالة إلى ترامب، جاء فيها أن "ساحة لافاييت يجب أن تظل رمزا للحرية والانفتاح، وليس مكانا يرتجف فيه رئيس البلاد، خوفا من المتظاهرين الذين يطالبون بالعدالة".
وأضافت الرسالة: "ندعو أن يتم على الفور، فتح ساحة لافاييت للجمهور"، وأشارت الرسالة إلى أن هذه الساحة كانت دائما مكانا يمكن للأميركيين التجمع فيه وممارسة حقوقهم الدستورية في المنطقة المجاورة مباشرة للبيت الأبيض.
وشددت على أن "تحويل هذه الحديقة الفريدة الواقعة في قلب عاصمة بلادنا إلى شيء مشابه لمنطقة عسكرية، يحرم المواطنين من الوصول إلى الحديقة ويرسل إشارات مرعبة جدا للجمهور الأميركي والناس في جميع أنحاء العالم".
وكشف أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس النقاب عن مشروع قانون يهدف لمكافحة العنف والظلم العنصري الذي ترتكبه الشرطة.
ومن المقرر أن يتخذ مشروع القانون خطوات كبيرة، تشمل السماح لضحايا سوء سلوك الشرطة بمقاضاتها للحصول على تعويضات، وحظر تكبيل المعتقل مع الضغط على رقبته، وإلزام أفراد قوة إنفاذ القانون باستخدام كاميرات مراقبة لسلوكهم وفرض قيود على استخدام القوة المميتة.
في المقابل، أصر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على التمسك بتمويل إدارات الشرطة في البلاد، رغم الاحتجاجات والدعوات لتخفيض ميزانيتها والتقليل من عنفها عقب مقتل جورج فلويد على يد شرطي.
وقال ترامب في اجتماع لمسؤولي وكالات إنفاذ القانون الاتحادية والمحلية في البيت الأبيض: " لن يكون هناك خفض للتمويل، ولن يكون هناك تفكيك لشرطتنا"، وأضاف: " نريد التأكد من أنه لا يوجد أي أعضاء سيئين هناك، لكن 99 بالمئة منهم عظماء" .
وقالت المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني، في إفادة صحفية أمس الثلاثاء: إن ترامب "فزع من التحرك المطالب بخفض تمويل الشرطة"، وأشارت إلى أن الرئيس "يدرس عددا من الاقتراحات المختلفة" للرد على وفاة فلويد، لكنها لم تقدم تفاصيل عن الإجراءات التي يدرسها. إلى ذلك، استقالت رئيسة شرطة بورتلاند بولاية أوريغون من منصبها، على خلفية أعمال شغب تشهدها الولايات المتحدة بعد وفاة فلويد، وتسلم المنصب مواطن أميركي من أصل إفريقي يدعى تشاك لوفيل.
وفي تغريدة لها على "تويتر" قالت رئيسة الشرطة جامي ريش: "شرطة بورتلاند يجب أن تكون القائدة في عملية التغيير، هذه العملية تبدأ من الإيمان، هذا التغيير في القيادة يأتي من قلبي، لقد كرس تشاك لوفيل كل حياته للخدمة والعمل، وأنا متأكدة 100٪ منه ومن قيادته".