أثارت ظاهرة المعارض الإلكترونية التي انتشرت هذه الأيام بسبب جائحة كورونا، التي تتطلب حظر التجول والتباعد الاجتماعي بين الناس، ردود أفعال مختلفة في الوسط الفني التشكيلي بين متحمس لها ومتحفظ عليها.
فقال عنها الفنان أكرم ناجي: “الاثنان، المعرض الالكتروني والمباشر كلاهما صحيح، لكنَّ النظر الى أعمالي الخزفيَّة بالعين المجردة، في قاعة تجمع الجمهور مع القطع المعروضة،
فيها حميمة أكبر وإحاطة أشمل”. أكد الفنان طه وهيب “تصلح المعارض الالكترونية حلاً مؤقتاً؛ كي لا ينقطع المثقفون ومتذوقو التشكيل عن الفن، لكن كتقليد ثابت، هذا أمر محال أستنكره لأسباب موضوعية، تتلخص بأنَّ الإجراء موجود أصلاً كنوعٍ من الترويج التجاري للإعلان عن الأعمال التشكيليَّة من خلال الكاليريهات الالكترونية محلياً وعالمياً، فهو نوعٌ من بيع وشراء، ليس إلا، وما تعكز الفنانون عليه في ظل حظر التجول ومتطلبات التباعد الاجتماعي، إلا نوع من الوقاية”، مضيفاً “لا أقبل أنْ يشاهد الجمهور منحوتتي مسطحة، إنما أريد أنْ أشغل بها بصر المتلقي وذوقه، عندما يقف أمامها وهي تتجلى بأبعادها كافة، طولاً وعرضاً ومن الأعلى والأسفل، من حيث ما أريد أنْ ألفت اهتمام الناس، أما الكترونياً فلا سلطة لي على منحوتاتي، بل شاشة الكومبيوتر تتحكم بي، وهذا هدرٌ لإبداعي”.
واستطرد الفنان وهيب “لكنْ الآن وفي ظل ظروف التباعد الاجتماعي واستحالة فتح القاعات، تأتي (السوشال ميديا) نوعاً من الحل، لا يصح اعتماده تقليداً تشكيلياً في المستقبل بعد انتفاء
الجائحة”.
تابع الفنان علي قاسم حمزة: “المعارض الالكترونية خلال حظر التجول والتوجيهات الطبية العالمية بالتباعد الاجتماعي ومنع التجمعات، أساءت للفن التشكيلي؛ لأنَّ مشاهدة العمل الفني حقيقياً، تشعر المتلقي بروحيته، أما وسائل التواصل الاجتماعي فلا تعطي سوى وجه واحد وليس متعدداً”، مشيرا الى أنّ “قاعة العرض تمكن المتذوق من رؤية العمل مستريحاً”.
وأصر حمزة “أنها ليست قضية ورقة تنشر على الفيسبوك، بل قيمة ثقافية، المعارض الالكترونية باتت مجانية من دون ضوابط، في حين اللوحة او المنحوتة او القطعة الخزفية يجب أنْ تقف شاخصة في قاعة وسط نظيراتها من الأعمال التي تجعل المتلقي يسلطن ذوقياً كما لو يسمع سيمفونية ألوان، ليعطي الناقد رأيه بمسؤولية من قلب الحدث”.