أنتج محليا في مدينة الموصل فيلم “عزل صحي”، وهو عمل قصير لا يتعدّى الثلاث دقائق من إخراج وفكرة شباب موهوبين من نينوى، وهم: أحمد النجم (كاتب السيناريو)، وهيثم صالح (فكرة وإخراج)، ومن تمثيل: محمد القيسي، وغصون العمري، وتصوير، أحمد سنشل. يروي الفيلم قصة فتاة تستمع لآخر مستجدات جائحة كورونا عبر المذياع، بينما هي تغسل الصحون، فجأة تظهر عليها أعراض ضيق التنفس، فيتم نقلها الى المستشفى لإجراء فحص كورونا لها، ويُكتشف أنها أصيبت بمرضٍ نفسيٍ ليست له علاقة بالفيروس..
وقال أحمد النجم، كاتب السيناريو:” “الفكرة نبعت من أن نعمل شيئا مختلفا عن كل ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام، حيث التركيز على الخوف، وفي الكثير من الأحيان على التهويل والمبالغة، هذا الأمر أدى إلى إصابة العديد من الناس بالرعب والهلع، اذ نراهم يراقبون الإحصائيات والأخبار الواردة من كل مكان، فتتصاعد مخاوفهم بتزايدها، لذلك نلاحظ استخدامهم المعقمات بشكل مفرط، وأصبح الأمر لديهم وسواس قهري» . وهذا ما أكده المخرج هيثم صالح، اذ قال: “الفكرة استوحيتها من الظرف الفارض نفسه علينا وهو كورونا، فقد لاحظت ان معظم المؤسسات والمحتويات الإعلامية تركز على جانب التهويل، ما أدى إلى تحطيم نفوس الناس، حتى ان بعضهم وصل لمرحلة الانهيار، لذا فكرت بتقديم عمل مغاير، نحاول خلاله إيصال رسالة مفادها: كن معتدلا في نقل الخبر، ومعتدلا في إجراءات الحماية التي تتخذها حتى تحمي نفسك، بعد ذلك جلست مع فريق العمل وطرحت الفكرة، وأجرينا عليها تعديلات، وتقاسمنا العمل، كل حسب تخصصه لتكون الفكرة فيلما قابلا للتطبيق ". وتحدث صالح عن الصعوبات التي واجهتهم، : “ الصعوبة الرئيسة كانت في التصوير أثناء حظر التجوال، فقد اضطررنا الى ايجاد منزل قريب من الجميع لتنفيذ الفيلم، والعائق الأكبر الذي واجهنا في تنفيذ العمل هو ندرة الشخصيات النسائية التي تعمل في التمثيل، فكان إيجاد ممثلة تعمل في الفيلم يمثل تحديا لنا، وفعلا نجحنا في الحصول على فتاة تؤدي، ولم نمتلك من الوقت سوى يومين من اجل اكماله وهذا ما حصل ونجحنا في اكمال عمليات التصوير والمونتاج “. حاز الفيلم على إعجاب الجمهور وصناع السينما، الذين اعتبروه أول فيلم حقيقي ينتج في الموصل، وعرض على مواقع عربية وعالمية ومنها سينمانا، الفيلم ينتهي بعبارات “كن حذراً.. لا خائفاً - كن محاطاً.. لا مبالغاً.