ليس أمراً غير مألوف أن تنفذ جميع تذاكر العرض الموسيقي الذي يقام في دار أوبرا غران تيتري ديل ليسيو في برشلونة، لكن ما هو غير مألوف هذه المرة، أن يعزف الموسيقيون لجمهور غير عادي لم يكن بحاجة لارتداء الكمامة او القفازات ولا استخدام مطهر اليدين ولا حتى اللجوء الى التباعد الاجتماعي.
ايذانا بانتهاء اجراءات الاغلاق الذي دام لأكثر من ثلاثة أشهر وانهاء حالة الطوارئ وعودة الحياة الطبيعية، فتحت الدار أبوابها واستأنفت موسمها بحفل موسيقي غير اعتيادي من بنات افكار الفنان أوجينيو أمبوديا، عندما امتلأت مقاعد الدار بـ 2292 نبتة، دون حضور البشر، استمعوا فيها الى الرباعي الوتري "يوكلاي" لمدة ثماني دقائق، قدموا خلالها عزفا لمقطوعة من تأليف جاكومو بوتشيني، وقد بث الحفل الموسيقي مباشرة على موقع دار الأوبرا والذي انتهى بانحناء العازفين لجمهورهم من النباتات بينما كانت أصوات الرياح التي تهب على الأوراق في الخلف تبدو وكأنها تصفيق من الجمهور.
يقول أمبوديا: "كان علينا ان نقول للنباتات شيئا محددا، ان نخبرها بما مررنا به في الفترة الماضية، نخبرها ذلك عن طريق الموسيقى، التي هي اللغة، التي أنا على ثقة تامة، انها تفهمها"، مضيفا "في الوقت الذي كان على أعداد كبيرة من البشر أن يلتزموا بالبقاء ضمن مساحات معينة، وارغموا على التخلي عن تنقلهم وتحركاتهم، حينها، تحركت الطبيعة لتشغل الفراغ والمكان الذي سلبناها اياه" مشيرا الى أن الهدف من العرض كان التأكيد على إمكانية توسيع مفهوم التعاطف مع الأنواع الأخرى".
وقد تم إهداء النباتات التي حضرت العرض الى العاملين في مجال الرعاية الصحية في مستشفيات برشلونة كتعبير عن الشكر لهم وللجهود التي بذلوها على مدى الثلاثة أشهر الماضية.
*صحيفة الباييس الاسبانية