عبد المهدي والرزاز يقرّان اتفاقيات ستراتيجية بين العراق والأردن
الثانية والثالثة
2018/12/29
+A
-A
رئيس الجمهورية يبحث مع رئيس وزراء المملكة الهاشمية القضايا الثنائية
بغداد / الصباح
وأجرى عبد المهدي جولة مباحثات رسمية أمس السبت مع رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز الذي يزور بغداد على رأس وفد كبير، وأقر الجانبان عدة قضايا واتفاقات ستراتيجية بين البلدين، حيث تقرر فتح المعابر الحدودية الأردنية العراقية (الكرامة- طريبيل) أمام حركة النقل للبدء بتسيير الرحلات للبضائع سريعة التلف اعتبارا من شباط المقبل، وخصم 75 بالمئة من الرسوم على البضائع العراقية المستوردة عن طريق ميناء العقبة، وتخصيص أرض بمساحة 24 كيلومترا على الحدود بين الدولتين لإقامة منطقة صناعية مشتركة، والاتفاق على الربط الكهربائي بين العراق والأردن، والانتهاء من الاتفاقية الاطارية لأنبوب النفط العراقي – الأردني الذي سيمتد من البصرة إلى العقبة، فضلا عن الاتفاق على مرور سعات الانترنت للعراق من خلال الأردن لدعم العراق في انشاء البنية التحتية.
لقاء رئيس الجمهورية
لقاء رئيس الجمهورية
وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية تلقته «الصباح»، بأن رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، استقبل في قصر السلام ببغداد، أمس السبت، رئيس الوزراء الاردني الدكتور عمر الرزاز والوفد المرافق له.
وأكد الرئيس صالح، خلال اللقاء أهمية تعزيز روابط الأخوة وتطوير سبل التعاون البناء بين العراق والاردن، ولاسيما أن البلدين يرتبطان بعلاقات تاريخية مميزة، مشيراً الى حرص العراق على تعزيز العلاقات الثنائية، والارتقاء بها لتحقيق طموح وتطلعات الشعبين الشقيقين.
وشدد صالح، على أهمية ترسيخ أسس السلام والاستقرار في المنطقة، وضرورة تجنب عبث الحروب والنزاعات التي تستنزف الطاقات البشرية والمادية، والركون الى لغة الحوار الجاد والصريح لمعالجة الازمات كافة.
وبحث رئيس الجمهورية مع رئيس الوزراء الاردني توسيع التعاون الثنائي في مجالات الصناعة والتجارة والطاقة، فضلا عن مناقشة المشاريع الستراتيجية بما يحقق التكامل الاقتصادي، وفي ختام اللقاء حمّل الرئيس صالح تحياته الى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وتمنياته لجلالته بالتوفيق وللشعب الاردني الشقيق المزيد من التقدم والتطور.
بدوره، أعرب الرزاز عن بالغ سروره بلقاء الرئيس برهم صالح، مجدداً موقف المملكة الداعم للعراق في المجالات كافة، مبدياً استعداد بلاده للمساهمة باعادة إعمار المدن المحررة.
بيان مشترك
من جانب آخر، أفاد بيان مشترك لجلسة المباحثات الرسمية بين الوفدين الرسميين العراقي والاردني برئاسة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس وزراء الأردن عمر الرزاز، بأنه «انطلاقا من العلاقات الاخوية والتأريخية الراسخة بين جمهورية العراق والمملكة الاردنية الهاشمية وتعزيزا لأواصر التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين عقد في بغداد السبت اجتماع برئاسة رئيس مجلس الوزراء في جمهورية العراق السيد عادل عبد المهدي ورئيس الوزراء في المملكة الاردنية الهاشمية الدكتور عمر الرزاز والوفد الوزاري الكبير المرافق له بحضور سفيري البلدين».
وأضاف البيان الذي تلقته «الصباح»، «عقد رئيسا الوزراء في البلدين لقاءً ثنائيا قبل أن يتوجها لترؤس المباحثات الرسمية بحضور السادة الوزراء في الوفدين العراقي والاردني، وجرى خلال اللقاء الموسع بحث الملفات السياسية والامنية والاقتصادية وسبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات التي تخدم مصالح الشعبين العراقي والاردني».
وقال رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي: إن «المباحثات مهمة جدا لتحقيق مخرجات حقيقية وإحراز تقدم اضافي في العلاقة بين البلدين الشقيقين الجارين، ونحن نعتز بعلاقتنا مع الاردن وشعبها العزيز ونعتبر جلالة الملك عبد الله بن الحسين أخا وعضيدا وحليفا، ويسعدنا أن تتطور العلاقات العراقية الاردنية بشكل اكبر لنحقق تطلعات شعبينا في تحقيق امننا المشترك والمزيد من الاستقرار والازدهار الاقتصادي وتجاوز الصعوبات»، وتابع: «أننا ننظر باحترام للدور الاردني في تعزيز الأمن والدفاع ومكافحة الارهاب ودعم قواتنا العسكرية والامنية بمختلف صنوفها في مجالات التدريب وتعزيز القدرات ونطمح الى توسيع التعاون في هذه المجالات».
من جهته، قال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز: إن «من دواعي سرورنا ان نكون في بغداد ملتقى العروبة والحضارة لنرسم اطرا جديدة لعلاقاتنا قوامها الشراكة الحقيقية»، موضحاً أن «جلالة الملك عبد الله الثاني وجهنا بفتح الأبواب للتعاون مع العراق الشقيق وتقديم كل ما نستطيع في جميع المجالات».
وأكد الرزاز، ان «الارهاب عدو مشترك وإن الاردن لن يكون مرتعا لأي نشاط يضر بمصالح العراق وأمنه واستقراره على قاعدة الأمن والمصالح المشتركة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين»، مشيرا الى «أهمية انتصار العراق على الارهاب في دعم الاستقرار في المنطقة وهزيمة الارهابيين الذين انتهكوا كل القيم والاعراف والمواثيق الاخلاقية»، مجددا التهنئة بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة .
واتفق الجانبان على العديد من النقاط الحيوية حول مختلف القضايا التي نوقشت في جلسة المباحثات وخطوات تنفيذها وفق جداول زمنية محددة .
قطاعات واتفاقات
وأوضح البيان، أنه تم الاتفاق خلال المباحثات على اتخاذ الاجراءات التالية ووفق مواعيد محددة:
• في قطاع النقل:
- فتح المعابر الحدودية الأردنية العراقية (الكرامة- طريبيل) أمام حركة النقل (من الباب إلى الباب-Door to Door ) للبدء بتسيير الرحلات للبضائع سريعة التلف في 2-2-2019 على أن تشمل كافة أنواع السلع بعد ذلك.
- منح التسهيلات للبضائع العراقية المستوردة عن طريق العقبة التي مقصدها النهائي العراق خصما مقداره 75 بالمئة من الرسوم التي تتقاضاها سلطة العقبة الاقتصادية.
- عقد اتفاقية ما بين الملكية الأردنية والطيران العراقي من أجل التعاون المشترك في مختلف المجالات:
أ- الرمز المشترك- (Code share)
ب- التدريب والتعاون في كافة مجالات الطيران والنقل الجوي
• في قطاع الصناعة والتجارة:
- تفعيل قرار مجلس الوزراء العراقي لعام 2017 بإعفاء عدد من السلع الأردنية من الجمارك وذلك اعتبارا من 2-2-2019.
- اتخاذ مجلسي الوزراء في كلا البلدين قرارا بتخصيص الأراضي المتفق عليها على الحدود العراقية الاردنية ليصل بعمق (2 كم) على طرفي الحدود وبطول (6 كم) للشركة الأردنية العراقية ومنحها الإعفاءات اللازمة والانتهاء من اعلان طلب استدراج العروض لإعداد المواصفات الفنية للمنطقة الصناعية الأردنية العراقية المشتركة بتاريخ أقصاه 2-2-2019 وذلك تمهيدا لقيام الشركة بعرض المنطقة الصناعية على القطاع الخاص للتشغيل والإدارة على مبدأ BOT.
• في قطاع المالية:
· تشكيل لجنة فنية مالية قانونية بين الجانبين لوضع حلول للملفات المالية العالقة بين البلدين.
• في قطاع الطاقة:
- تم الاتفاق على الربط الكهربائي الأردني العراقي من خلال شبكة الربط حيث تم توقيع مذكرة التفاهم بهذا الشأن، بحضور رئيسي الوزراء، والتي اتفق الطرفان فيها على المباشرة باتخاذ الاجراءات اللازمة لتسريع عملية تبادل الطاقة الكهربائية بين الطرفين من خلال الربط الكهربائي المباشر لشبكتي الكهرباء العراقية والأردنية.
- تم الاتفاق على الانتهاء من الاتفاقية الاطارية لأنبوب النفط العراقي – الأردني الذي سيمتد من البصرة عبر حديثة إلى العقبة وذلك في الربع الأول من 2019.
- تم الاتفاق على أن تتوصل اللجان الفنية لتحديد تفاصيل النقل والتسعير لتصدير النفط الخام العراقي للأردن قبل 2-2-2019.
• في قطاع الزراعة:
· التدريب في مجالات الاستخدام الأمثل للمياه في مجالات الزراعات المائية والحصاد المائي وكذلك في مجال اكثار البذار وفي مجالات المكافحة الحيوية واستخدام المبيدات الصديقة للبيئة وتدريب الشرطة البيئية العراقية.
• في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات:
- الاتفاق على مرور سعات الانترنت للعراق من خلال الأردن في 2019 لدعم العراق في انشاء البنية التحتية.
- الاتفاق على نقل التجارب الأردنية في مجالات التكنولوجيا المالية للاخوة في العراق.
الوفد الأردني
وكان رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، وصل إلى بغداد مساء أمس الأول الجمعة على رأس وفد وزاري كبير في زيارة رسمية تستمر يومين، وكان في استقبال الرزاز لدى وصوله الى مطار بغداد الدولي، رئيس بعثة الشرف المرافقة وزير الصناعة والمعادن صالح الجبوري وعدد من الوزراء والمسؤولين والسفير الاردني لدى العراق منتصر العقلة وسفيرة العراق لدى الاردن صفية السهيل.
وأفاد بيان نقلته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا»، بأن «الرزاز يجري مباحثات مع نظيره العراقي عادل عبد المهدي، حول مستقبل التعاون في مختلف المجالات السياسيّة والاقتصاديّة، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين».
وأضاف البيان الأردني، «كما تركز مباحثات الرزاز والوفد الوزاري المرافق مع الجانب العراقي على سبل تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين، وزيادة حجم التبادل التجاري، والتوافق حول الإجراءات التي من شأنها تفعيل خطوط التجارة، واستكمال إنشاء أنبوب النفط والمستوردات النفطية، والارتقاء بمستوى التعاون في مجالات الصناعة والاستثمار، والاستفادة من الخبرات والكفاءات، وغيرها من المجالات».
ويضم الوفد الأردني، وزراء الشؤون البلدية والنقل المهندس وليد المصري، والمالية الدكتور عز الدين كناكرية، والصناعة والتجارة والتموين الدكتور طارق الحموري، والدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات، والطّاقة والثروة المعدنية هاله زواتي، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثنى غرايبة والزراعة ابراهيم الشحاحدة.