فتاتان تصنعان الأغطية يدوياً لتمنحا الحب والأمل

الصفحة الاخيرة 2020/07/07
...

ترجمة: ليندا أدور
 
قد تمنح الاغطية الدفء في ليالي الشتاء الباردة او تستخدم للجلوس عليها اثناء النزهات، لكن بالنسبة للوسي بلايلوك وتوري هولمز، فهي تصنع لهدف مختلف: هو مواساة الأشخاص الذين يواجهون ظروفاً صعبة، وتأمل كل من لوسي وتوري ان تكون الاغطية التي تصنعانها بأيديهما والتي نالتا عنها جائزة الخدمة المجتمعية، كتأثير الشعور بحضن كبير ودافئ.
تقول لوسي (11 عاماً)، وأنهت توا، المرحلة الخامسة من الدراسة، بأنها تعلمت الخياطة منذ ثلاث سنوات أي في سن الثامنة، عندما قامت بصنع بطانية من القطن الصوفي لعيد ميلاد صديقة لها، ومذّاك، بدأت تفكر بالأطفال الآخرين الذين هم بحاجة لحب وحنان أكثر. سألت لوسي والديها ان كان باستطاعتها تنظيم "هِبات"، وقامت بمشاركة فكرتها على حساب والدتها على موقع انستغرام، تلقت على اثرها 16 استجابة من أطفال يواجهون مصاعب كمرض السرطان والتوحد والتنمر وطلاق الوالدين أو وفاة الأجداد. "يغمرني الفرح عندما أفكر بالأطفال الذين يفتحون الطرد البريدي الذي يحتوي على البطانية ليعلموا حينها أن شخصاً ما يهتم بأمرهم"، تقول لوسي التي تبرعت منذ العام 2017 حتى الآن بـ500 بطانية لأطفال من 14 بلدا ومايقارب 36 ولاية. وتمضي لوسي نحو ساعتين بحياكة النسيج بواسطة الماكنة ومن ثم خياطة اسمها داخل شكل قلب، كشعار لها. بعد تفشي جائحة كورونا، صبت لوسي اهتمامها على صنع الكمامات للعاملين بالمجال الصحي، لكنها تعود بين الحين والآخر لصنع البطانيات عندما تتلقى طلبا لطفل يعاني من مرض عضال. 
أما توري، (13 عاماً) فقد عانت البعد عن والديهاعندما مرضت والدتها بسرطان الدم حين كانت في السادسة، وانتقلت للعيش في بيت خالتها، تاركة الكثير من أشيائها في المنزل ومنها "بطانيتها". مستوحية الفكرة من تجربتها الخاصة، بدأت توري، في تموز الماضي، بصنع أزواج متطابقة من البطانيات لأفراد الاسر الذين تفرقهم الظروف العصيبة كالمرض، تمنح إحداهما للأبوين والثانية للطفل، لتزرع لديهم الأمل بأنهم سيجتمعون معا من جديد. منحت توري حتى الآن أكثر من 50 زوجا من البطانيات الصوفية، التي يستغرق صنعها ساعة أو اثنتين على الأكثر، وقد تبرعت بقسم منها لمستشفى الأطفال ومركز الرعاية الصحية الذي ترقد فيه والدتها. عن فكرتها التي نشأت من تجربتها الشخصية تقول توري: "الأمل، هو ما أريد أن أمنح للناس الذين يمرون بما مررت به".
 
* صحيفة واشنطن بوست