بعد إغلاق المدارس بشهر آذار الماضي بسبب تفشي وباء كورونا، كان حال، شريفة عمر (15 عاما) كحال ملايين الأطفال بمدينة لاغوس النيجيرية، فقد تحولت من التعلم في الصفوف الدراسية الى الدراسة عبر الاذاعة أو التلفزيون والانترنت، اذ وضعت السلطات المحلية جداول زمنية وبرامج للمدارس العامة لبث دروسها عبر التلفزيون أو الإذاعة، لكن التعلم أثناء الجائحة شكّل تحديا من نوع آخر للطلبة المحرومين.
ان التحدي الذي واجهته عمر هو التجهيز المتذبذب للكهرباء الى منزلها، ما جعلها تبقى اياما دون دراسة، كما تعذر حصولها على الدروس عبر الانترنت بسبب التكلفة الباهظة للبيانات. لكنها بدأت، مؤخرا، باستخدام هاتف ذكي تم توزيعه مجانا، وتحميله بالبيانات وتطبيق "روديوكيت" الذي يضم جميع المناهج الدراسية والدروس التي تعتمد الاتصال المرئي والسمعي والمحادثة. تقول عمر بأنها لا تزال تفتقد مدرستها والتواجد في الصف لكن استخدام "الهاتف" أحدث فرقا وكان فعالا ومنحها الاستقرار.
حصل نحو 20 ألف طفل على هواتف ذكية مجانا، وتأمل السلطات ان يصل العدد الى 300 ألف هاتف في الأسابيع المقبلة، اذ يتوقع المسؤولون ان الجائحة ستمثل تحديا لإعادة افتتاح المدارس لعام كامل على أقل تقدير، اذ تعمل وزارة التربية في لاغوس على جعل التعليم أقل اعتمادا على الصفوف الدراسية.
تقول فولاساد آديفيسايو، مفوض التعليم في المدينة التي سجلت 8800 حالة من أصل 21 الف حالة مؤكدة بعموم أنحاء نيجيريا، بـأن الأمور لن تعد كما كانت عليه قبل الجائحة حتى بعد انحسارها، ويجب التعامل مع الفيروس لفترة من الوقت والتعليم الالكتروني جزء من ذلك. منذ بدء تفشي الوباء، كان التعليم عبر الإذاعة هو الوسيلة الأكثر فعالية في المناطق الريفية على وجه الخصوص، حيث تكون إشارة البث التلفزيوني أو الانترنت ضعيفة الى حد ما، وتخطط الوزارة لتوزيع أجهزة راديو مجانية لآلاف الطلاب، بدءاً من الأسبوع المقبل.
* صحيفة الغادريان البريطانيَّة