يبدو أنَّ طيور الدراج التي تتواجد بكثرة في مناطق الوسط والجنوب لا يمكنها العزوف عن الهجرة رغم ارتباطها الكبير بمواطن عيشها بين الأدغال ومحاصيل القمح، طالما انها هدف سهل الصيد من قبل البنادق التي لن تتوانى عن الايقاع بها بغض النظر عن الاعمار، وينطلق موسم تكاثر هذه الطيور مع بداية شهر نيسان وحتى نهاية موسم جني محصولي الحنطة والشعير، اذ يستغل هذا الطير ما تبقى من هذين المحصولين على الارض والذي يطلق عليه (المسراح) لغرض وضع البيوض وتربية الصغار، مستغلاً وفرة الماء والغذاء ومن هنا يبدأ التهديد الحقيقي من قبل الصيادين الذين يستغلون مرحلة السبات للإيقاع بالفريسة.
يقول قاسم عايد وهو صياد يمتهن بيع طيرالدراج على نطاق واسع ان " هذا الطير مطلوب بشكل مُلفت لما يتميز به من مذاق طيب ولهذا تجد ان هناك تسابقاً على صيده دون اعطائه فرصة للتكاثر، خاصة من قبل الصيادين الجهلة ما يضعنا امام مسؤولية الحفاظ عليه ومنع صيده في زمن التكاثر".
واكد ان "العبث الذي انتشر في الفترة الاخيرة وبيع بنادق الصيد دون تنظيم سارع من مهمة القضاء على هذا الطير الذي قد ينفرد العراق بتواجده بسبب وجود الماء والعشب ومواسم الزراعة طوال ايام السنة".
واوضح ان "الامر اذا ما بقي على ما هو عليه دون رادع، فان هذه الطيور في طريقها للهجرة بغض النظر عن ارتباطها الروحي مع موطنها الأصلي".
ودعا عايد الى أن تكون هناك إجراءات قانونية بحق المتطفلين على مهنة الصيد من خلال مطاردتهم والحد من بيع البنادق بشكل عشوائي دون الحصول على اجازة ممارسة من جمعية الصيادين.
من جهته قال لؤي عباس من جمعية الصيادين في بابل ان "طير الدراج من الطيور المرغوبة لدى عامة الناس بسبب مذاقه الطيب ولهذا تجد ان هناك اقبالاً كبيراً على صيده، سواء عن طريق البنادق التي تسمى (الكسرية ) والتي أخذت تباع في المحال التجارية، اضافة الى وسيلة اخرى للصيد وهي توجيه إضاءات الجرارات الزراعية ليلاً على الطيور ما يقيد حركتها وهي افضل وسيلة لانكَ تحصل على الطير حيّاً على العكس من صيده بواسطة البندقية، ما قد لا يعطيك فرصة في نحره وفق الشريعة الإسلاميَّة".