سامر المشعل
صار البصراوي محمد الخاطر، وجهاً معروفاً ومشهوراً في الاعلام والكثير من الفضائيات تتبارى للحصول على لقاء معه، بالاضافة الى الصحف العراقية والعربية والعالمية، التي تتحدث عن طريقته المثلى بعلاج مرضاه المصابين بفيروس كورونا بواسطة الموسيقى والغناء، وبث الطاقة الايجابية وروح الامل والتفاؤل في نفوس مرضاه، بالاخص النساء الكبيرات السن.
محمد الخاطر نقطة ضوء من الامل والتفاؤل انبثقت من عمق العتمة والمرض والخوف في واقع خدمي صحي متدنٍ بالعراق، يمتلك صوتاً جميلاً وارادة وطاقة ايجابية مؤطرة بالمحبة والانسانية، جعلنا نفخر به، وفيديوهاته التي ينشرها مع مرضاه تلقى الاعجاب والتفاعل المنقطع النظير.
يعمل هذا البصراوي الجميل البالغ من العمر 33 عاماً، وهو مساعد مختبر أقدم في مستشفى البصرة، على علاج مرضاه بالموسيقى والغناء، وليست مصادفة أن جميع المرضى المصابين بكورونا يتشافون ويعودون الى منازلهم سالمين، انما للموسيقى والغناء تأثير كبير جداً في رفع المناعة لدى المريض، تسمح له بالتخلص من الطاقة السلبية وتحسين الحالة المزاجية، وتعمل على تهدئة المريض وتخفيف حدة القلق عن طريق تخفيض نسبة مستوى هرمون الكورتيزول « هرمون مرتبط بالقلق « واطلاق الاندروفين، الذي له خصائص مهدئة ومسكنة ومبهجة.. وهناك الكثير من الفوائد والجوانب الايجابية لتأثير الموسيقى والغناء في صحة المريض فسلجياً ونفسياً، لا يتسع المجال هنا لذكرها.
لكن مساعد المختبر الاقدم محمد الخاطر اعطى درساً ليس بالانسانية وحسب، انما اعطى دليلاً عملياً وعلمياً للباحثين في مجال العلاج بالموسيقى والغناء، لاسيما انه قدم تجربة عملية مع احدى المريضات وكانت متقدمة بالسن، طلبت منه احدى الاغنيات، فاخذ يغني لها، واضعاً كاميرا هاتفه، على شاشة جهاز قياس الاوكسجين، كانت نسبة الاوكسجين في جسمها 69 % وأثناء تفاعلها معه ومع غنائه ارتفعت النسبة الى 78 % وهي استجابة ايجابية وسريعة للتعافي.. وهذه التجربة وثقها الخاطر بالصوت والصورة.
هذه الطاقة الكبيرة من الحب والاهتمام والطريقة الفريدة في علاج المرضى، التي يبديها الخاطر تخفي وراءها سراً..!!. هو انه فقد والدته وهو بعمر 16 عاماً وكانت مريضة بسرطان الثدي، وكان شاهداً على تأخر التحاليل التي تجريها ومعاناة الانتظار التي تكابدها.. ما جعله يأخذ عهداً على نفسه بأن يعمل بمجال الطب ويحاول أن يغير شيئاً من الواقع، وفعلاً تخرج من المعهد الطبي العام 2009 وكان من ضمن الاوائل على دفعته وحصل على وظيفة في عام تخرجه نفسه، وهو الان يكمل دراسته الجامعية في اختصاصه بتقنيات التحليلات المرضية.
محمد الخاطر محبوب وناجح في عمله يتعاطى مع مهنته بحب وانسانية وفي العدد المقبل لنا مفاجأة صحفية مع هذا الشاب.