بغداد/ محمد اسماعيل
يقف الحمال علي جاسم، في قيظ ظهيرة الاثنين 20 تموز الحالي مستنداً الى عربة دفع يدوية على رصيف "الشورجة" تلفحه حرارة بالغت بها الشمس الى درجة لا تصدق، سألت علي: ما تحوطاتك الوقائية من "كورونا"؟ فأجاب: لا شيء، (مخليها على الله) قائلا: "رزقنا تأثر كثيراً بالحظر، ومعيشتنا فوق صعوبتها، أضافت إجراءات منع انتشار الفيروس صعوبات أخرى".
وأكد "لم يؤثر في صحتنا مباشرة، لكن تسبب لنا بكآبة، الفرح والحزن مرتبطان بالرزق يا أخي" مضيفاً "لم يصب اي حمال بمرض كورونا؛ ربما لأن بنية أجسادنا قوية ونتعرض للشمس باستمرار".
وتابع الحمال علي جاسم "لم تزرنا أية فرقة صحية، لا من الحكومة ولا من المنظمات الانسانية، مع أن المكان مزحوم بالبشر".
وبين الحمال كامل حسين حسن "نرتدي كمامات وقفازات، لكن رزقنا تأذى ، و رحمة الله واسعة" موضحاً: "تأثيره في صحتنا كبير ، لكن من دون إصابات، ربك ستار، مع أن أية فرقة صحية لم تزرنا".
وأوضح الحمال علي عباس "دائماً نرتدي كمامات وقفازات، لكن التباعد الاجتماعي متعذر؛ لأننا في "الشورجة" نحتك بزحام الناس وركام الحاجات والمخازن،لا يمكن التباعد، العمل يجبرنا على الاحتكاك بالآخرين، "كعدنا" شهر ولم نجد بديلاً "، مبيناً "أثر انتشار الجائحة في رزقنا، وعندي طفلة امنع نفسي من الاكل كي اوفر لها حليباً، أشتغل لأجل اسرتي وطفلتي لاوفر لها الحفاظات والحليب والأطباء".
واصل "أثر انتشار كورونا فينا نفسياً وليس مرضياً، لكن حمالين أصيبوا وآخرين ماتوا؛ بسبب الزحام والظروف الصعبة وغياب المتابعة الصحية".
ولفت الحمال صباح كريم سبتي "نرتدي الكمامات والقفازات ونحرص على التباعد، رزقنا تلكأ، لكن صحتنا بخير؛ لأننا أقوى حتى من قسوة شمس الصيف في العراق، لكن الذين أصيبوا حالتهم متردية، فلا وزارة الصحة تتابع حالنا ولا منظمة إنسانيَّة".