أقدم الشاب صالح الحريشاوي من محافظة ميسان على ابتكار اداة تنفس للمرضى المصابين بـ"كورونا" بالتعاون مع صديقيه الممرضين، مستخدمين أدوات بسيطة اقتنوها من السوق على حسابهم الخاص.

صالح خصص مكاناً في حديقة منزله لتكون ورشة مصغرة لانتاج المئات من أدوات التنفس الخاصة باسطوانات الأوكسجين، وزعت بين المؤسسات الصحية في المحافظة و المصابين المحجورين في منازلهم قائلاً:" لم استطع أن اقف مكتوف اليدين وانا اشاهد مرضى محافظتي يتألمون من الوجع، لا سيما بعد النقص الكبير الذي حصل في اسطوانات الاوكسجين، فقررت العمل على ايجاد بديل، اذ وظفت ادوات احتياطية نستخدمها بحياتنا اليومية بهدف مساعدة الناس لتخطي تلك الازمة الصحية التي لا تقع على عاتق الكادر الصحي فحسب، اذ لا بد من مشاركة جميع فئات المجتمع لايجاد حلول مؤقتة".

الحريشاوي بدأ عمله بتطوير الاجهزة مع انتشار وباء "كورونا" وإدراكه الدقيق للحاجة إلى توفر أعداد إضافية من هذه الأجهزة التي يحتاجها مرضى الوباء بشكل أساسي، مشيراً الى انه يحتاج الكثير من الدعم لاكمال مسيرته والخروج من الازمة باقل خسائر ممكنة، واصفاً تجربته بمثابة محاولة بسيطة لدعم الناس وتشجيع عقول الشباب الذين من الممكن أن يخرجوا بشيء مفيد يحارب هذا الفيروس ويوقف انتشاره، لافتاً إلى أن هذه الجائحة فرصة ثمينة للمخترعين والمبتكرين لتقديم اعمالهم وتنفيذ افكارهم. 

واوضح صالح "بعد عرض الاجهزة على لجنة طبية ، والموافقة عليها ازداد الطلب عليها وارتفعت اسعار المواد الاولية الذي استخدمها وهذا ابرز الصعوبات التي تواجهني في الوقت الحاضر".

متمنياً من الجهات المعنية الالتفات الى الشباب ودعمهم لتقديم ما لديهم من افكار، لا سيما التي تخدم المواطن وتساعد في تخفيف الضغط عن المؤسسات والهيئات الطبية.

وختم الحريشاوي حديثه: "الكوارث تدفع الإنسان إلى توظيف أقصى إمكانياته الإبداعية، ففيروس "كوفيد-19"، استطاع أن يجبرنا على التفكير والابتكار، لان الامر مرتبط بحياتنا وليس بمسابقة او نيل جائزة معينة، انما انقاذ ارواح بريئة من جهة وإعادة تشكيل التكنولوجيا المحلية التي من الممكن أن نتعامل بها بحدود من ناحية أخرى.