أمضى المصور البريطاني، درو غاردنر، 15 عاماً في تعقب المنحدرين من أحفاد شخصيات تأريخية مشهورة كجزء من مشروعه الفني الذي حمل عنوان "الأحفاد"، فحتى الآن، قام غاردنر بتصوير 20 شخصاً، ووضع صورهم الى جانب صور أسلافهم من البارزين، لإظهار مدى التشابه بينهم.
استقى غاردنر فكرة سلسلته الفوتوغرافية من والدته، عندما أخبرته عن الشبه بينه وبين جده الذي لم يلتقه أبداً، اذ بدأ يفكر بقوله: "ألا يبدو مثيراً للاهتمام أن أحفاد المشاهير من التأريخ يسيرون في الشوارع؟ أليس مثيراً أنه بإمكانك النظر الى وجوههم لترى ملامح من شخصيات مشهورة بالفعل من الماضي وهم يمشون بيننا؟".
بدأ غاردنر مشروعه بشخصيات اوروبية معروفة مثل نابليون وتشارلز ديكنز والمرأة التي وقفت أمام ليوناردو دافنشي ليرسم لوحته الشهيرة "الموناليزا"، إذ تعقب غاردنر، إيرينا جويسيارديني ستروزي، سليلة المرأة الغامضة في لوحة دافنشي والتي يعتقد أنها النبيلة الايطالية، ليزا جيرارديني أو (ليزا ديل جوكوندو)، وجعلها تقف بذات الوضعية التي وقفتها جدتها الخامسة عشرة في تلك اللوحة المشهورة.
يهدف غاردنر من "الأحفاد" الى جعل الناس يفكرون في ماضيهم، الجيد والسيئ والقبيح منه بقوله: "ما أن تبدأ بالنظر الى ماضي الناس، ستدرك انه لم يكن بالضرورة مفروشاً بالورود، وان العديد من أسلافنا المشاهير عاشوا ظروفاً وأحوالاً مريبة".
حالما يجد غاردنر موضوعاً لسلسلته، يبدأ بالبحث فيه عبر شبكة الانترنت، يدرس أشجار الاسرة بدقة، وعندما يتيقن انه عثر على سليل على قيد الحياة، يبدأ بتأكيد ذلك مع المختص بعلم الأنساب.عادة ما يكون لدى غاردنر صورة شخصية للجد التاريخي الذي يرغب بتصويره مع السليل، لذا قبل أن يبدأ بالتواصل معه ، يتحقق غاردنر إن كان في عمر السلف نفسه، ومدى التشابه بينهما بالدرجة الكافية التي سيظهرون فيها جنباً الى جنب في الصورة التي يطمح أن يكون بها سحر من نوع خاص. ثم يطلب من الأحفاد أن يرتدوا ويقفوا بالوضع والهيئة نفسيهما لطريقة أجدادهم، بالرغم من صعوبة العثور على ذات الأزياء القديمة والتي تشكل عقبة، ما يضطرهم لصنعها في كثير من الأحيان، وبذلك تكون مكلفة أيضاً في أحيان أخرى.
*موقع انسايدر الأميركي