قاسم الجزائري: {اللنجات} سفن تراثيَّة في طريقها إلى الزوال

الصفحة الاخيرة 2020/07/26
...

بغداد / زينب صاحب
 

استثمر استاذ اللغة الانكليزية المتقاعد  قاسم الجزائري من مدينة البصرة الحظر بسبب جائحة كورونا ووقت فراغه في صناعة  اسطول صغير يخلد في ذاكرة الأجيال.
الجزائري هاوٍ لفن الرسم والنحت منذ صغره، الا ان مهنة التدريس سرقته من هوايته التي طالما احبها ، وما ان تقاعد حتى عاد الى ممارسة فنه الذي يعشقه.

الجزائري قال  لـ"الصباح"، "الفكرة جاءت بسبب وقت الفراغ الذي فرضه علينا الفيروس والحجر الصحي وأردت أن أستغل ذلك بشيء مميز، فقررت عمل هذه المصغرات للسفن الخشبية ومن مواد بسيطة جداً وهي"سعف وعسق النخيل،المعاكس ومادة الغراء"حيث رسمت هيكلية وشكل السفن بأدق تفاصيلها من وحي مخيلتي، فكوني نحاتاً ورساماً  استطعت انجاز المجسم بنجاح وإيصال الفكرة الى الناس".
يحمل الجزائري في ذاكرته صورة السفن الشراعية او ماتسمى بـ"اللنجات" التي كانت ترسو في موانئ مدينته البصرة محملة بالمواد والبضائع وقد روى لنا سبب صناعة هذا الأسطول قائلاً "تمثل هذه السفن  تاريخنا فقد انتقلت الينا من عدة مناطق منها بلاد الشام ودول الخليج العربي حيث كانت تستخدم سابقاً للصيد والغوص وفي ما بعد خصصت للتجارة وكان موقع تجمعها في العراق شط العرب أمام حديقة الأمة وما زلت اذكر منظرها الذي يبعث الحياة في ذلك الزمن وخوفاً من أن ينتهي وجود "اللنجات" ويمحى كل تاريخها أردت ان أخلد هذه الصورة للأجيال المقبلة".
يحب الجزائري القيام بأعماله لوحده وبجهوده الذاتية ولا يقبل أن يساعده أحد فقد صنع الكثير من الأشياء لمنزله وبستانه الخاص وهو ينوي اقامة معرض يضع فيه جميع اعماله وخاصة المجسم الأخير لما له من أهمية وأثر كبير داخل نفسه.
وجه الجزائري رسالة من وحي عمله كاستاذ حيث قال "التدريس مهنة تربوية قبل أن تكون تعليمية اليوم وبعد عملي بأكثر من عشر مدارس، أستطعت أن اترك اثراً جميلاً عند الكثير من طلبتي الذين ما زلوا يذكرونني ويكنون ليّ الحب وانا ايضاً فخور بهم لأنهم اصبحوا نماذج ناجحة يحتذى بها".