استثمر الفنان الشاب سعد قيس ساعات الحظر بسبب ما يشهده العالم من عدوى جائحة كورونا في إقامة معرضه التشكيلي على سطح منزله. وهي تجربة توثق جهود من أنار الطريق في الفكر والعلم والمعرفة، ولا سيما جهود الملاكات الصحيَّة.
وتحدث قيس عن فكرة معرضه لـ"الصباح" قائلاً: "فكرة العمل موجودة من ٢٠١٨ حيث كانت الظروف غير مناسبة لإقامته لانشغالي بالدراسة، وفي الوقت ذاته لتطوير هذه الفكرة أكثر إلى أنْ اجتاحتنا أزمة كورونا، حيث أتاحت لي فرصة لتنفيذ العمل، استثمرت الفضاء الحر (السطح) في العرض ففي الثقافة العراقيَّة السطح إرث يحتوي كل شيء الخردة والأشياء المفيدة وغير المفيدة".
مضيفاً "أردت توظيف الفضاء الحر في العرض البصري وبيان التحول ما بين الشروق والغروب ضمن العرض وفكرة التحول بين النور والظلمة، وبسبب الحظر الصحي وعدم وجود معرض استطيع فيه توظيف الشروق والغروب والإنارة والسيطرة على الجو العام كان سطح المنزل هو مكان العرض".
وحمل المعرض اسم "أرواح 19" وهي التجربة الأولى لقيس في الفنون المعاصرة والتي شارك رواد مواقع التواصل فيها، ولاقت استحساناً كبيراً من متذوقي الفن، إذ وظف خلالها التكنولوجيا (الانترنت) والفضاء الحر (السطح)، والمواد المهملة الموجودة على السطح (الخردة )، ومادة البوليمير (النايلون) المضرة للبيئة وأعطاها شكل أجساد، وتضمنت لوحاته أفكاراً ذاتيَّة ورؤية للقضايا المحليَّة والعالميَّة، فكل قضية تثار تبناها وكأنها قضية شخصيَّة.
وبيَّنَ قيس (الذي يدرس ماجستير فنون تشكيلية) "نفتقر للمؤسسات المعنية بالفن والاهتمام والتقدير للفنان، فنحن نهمل القوى الناعمة من فنانين ومفكرين والنخب المثقفة ذات الأثر الكبير في المجتمع، ونتركهم بدون اهتمام أو إتاحة منصات للتعبير والتثقيف لهذه النخب".
وأوضح "بسبب افتقارنا للمؤسسات انعكس ذلك على الفن العراقي بأنه ما زال يقلد ما نتج في زمن الحداثة، ويستنسخ الأعمال بلا أي هوية متفردة خاصة به، فالفن في العراق فن حقه مغبون".