من العجز إلى النجاح.. عراقي يتحدى المرض متفوقاً في بريطانيا

الصفحة الاخيرة 2020/08/17
...

الصباح / وكالات
تم قبول العراقي براق أحمد "18 عاما" طالبا في جامعة كامبريدج لدراسة الطب بعد حصوله على درجات عالية في التحضيرات التمهيدية.
وتوجه براق إلى بريطانيا وهو في الثالثة من عمره،  بصحبة جدته سعدية خطاب "69 عاما" لإجراء عدة عمليات في فخذيه المصابتين بمرض نادر.
وأثناء غيابه في بريطانيا للعلاج ساءت الأحوال في العراق ولم يستطع العودة، فدخل المدرسة وهو لا يعرف شيئا من اللغة الإنجليزية، وكبر في بريطانيا من دون أن يتمكن من رؤية والديه لعشر سنوات.
وعلى الرغم من إجراء تسع عمليات جراحية وتناول علاجات لمواجهة آلامه اليومية؛ بسبب خلل التنسج الخلقي في مفصل الورك، فقد حقق أعلى الدرجات خلال تعلمه في المدرسة.
وبعد اتمامه التعليم المدرسي بتفوق يريد براق أن يدرس الطب؛ كي يتمكن من رد بعض المعروف الذي تلقاه من الملاك الطبي خلال علاجه في السنوات الماضية، ويريد الآن أن يصبح طبيبا في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية NHS.
درس براق في مدينة كارديف عاصمة مقاطعة ويلز "جنوبي غرب بريطانيا" وتمكن مؤخرا من الحصول على درجات ممتازة في علوم الأحياء والكيمياء والاقتصاد والرياضيات وأحرز الترتيب الأول على زملائه.
قال براق الذي وضع قدمه على الدرجة الاولى في سلم الطب.. صاعدا: "لم أكن أنا وجدتي نتحدث الإنجليزية عندما وصلنا إلى بريطانيا، وبسبب المرض كانت هناك أيام عديدة لم أتمكن فيها من الحركة" مشيرا إلى أنه لم يقدم إلى بريطانيا بهدف البقاء وإنما للعلاج ثم العودة إلى العراق " غير أن سوء الأحوال في بلاده دفعته للمكوث في بلد الضباب" مشيدا بجدته وما قدمته له طوال السنوات الماضية "كنت محظوظا، لأن جدتي كانت موجودة دائما من أجلي".
وأضاف " مع تقدم جدته في السن انتقلت عمته وعمه إلى كارديف للعيش معا ومع أبناء عمومته الصغار" لافتا الى ان " والدي اضطر لبيع منزل الأسرة في العراق عام 2005 كي يوفر نفقات السفر والعلاج له في بريطانيا".
وبعد منح براق واسرته وضع اللاجئين وتمكنوا من بناء حياة في كارديف، حيث خضع لعملية جراحية لاستبدال مفصل الورك في آب 2019، وينتظر إجراء عملية جراحية أخرى على الجانب الآخر، والتي تأخرت بسبب تفشي فيروس كورونا.
ومنذ انخراطه في الدراسة التمهيدية "الكلية" في 2018، شارك براق في المناظرات الإقليمية في أكسفورد وكامبريدج وكان عضوا نشطا في جمعية الأخلاقيات الطبية التي يقودها الطلاب، مضيفا: "أحببت تماما وقتي في كلية كارديف سيكسث فورم، بوجود طلبة مذهلين ينحدرون من بلدان متعددة".
لفت عميد كلية "كارديف سيكسث فورم" غاريث كوليير الى ان "براق طالب استثنائي فرغم الشدائد التي واجهها؛ يحقق أهدافا عظيمة" مفيدا "بالرغم من البداية المؤلمة في حياته، والانفصال المستمر عن والديه، ولجوئه المستمر للعلاج والأدوية لتخفيف آلامه، فإن براق تحدى الصعوبات وصمم على النجاح، واغتنام كل فرصة كانت متاحة في الكلية".
وواصل كوليير "براق يستحق درجاته ومكانا في كامبريدج، وتحتاج هيئة الخدمات الصحية إلى أشخاص مثله، وأنا سعيد من أجله".