يعدّ رائد الأسدي من جيل الشعراء الشعبيين المجددين، ولد العام 1977، عمل في الاذاعة (راديو المحبّة) صوت المرأة العراقية وفي راديو الناس، قدم برامج في عدة اذاعات، كما عمل في مجال الصحافة في جريدة الحقيقة والشرق، درس في معهد التراث وبسبب ظروف سياسيّة لم يُكمل دراسته في المعهد. وحول شؤون وشجون الشعر، أباح لـ "الصباح" هذا اللقاء.
*كيف تسوّرتَ حائط القصيدة؟.
- في البداية كنت اكتب الخواطر ومنذ طفولتي كنت أحب سماع الاغاني ولي اذن موسيقية جميلة، إذ كانت الظروف البيئية والاجتماعية تحفزني لكتابة الشعر بشكل عام والشعر الشعبي بشكل خاص. وقد كتبت القصيدة الشعبية وعمري 12عاما، واول قصيدة انتقدت فيها الواقع الذي
أعيشه.
* وهل واظبت على كتابة القصيدة الفصحى؟.
- لا، فالكثير من الشعراء يكتبون بالفصحى وهم شعراء شعبيون، فالقصيدة الشعبية تكون أقرب للناس كونها تُداعب مشاعرهم وتصل اليهم بغض النظر عن طريقة كتابتها، فمثلا محمود درويش عندما يكتب الشعر يستهوي الناس كونها قريبة منهم
، فانا اعتبرها قصائد شعبية. اما نحن عندما نكتب القصيدة بالعامية فهي سهلة للمتلقي ويحبها القارئ ويتعلق بها، وتراثنا زاخر بقصائد كتبت باللهجة العامية، وهذا ليس في العراق فقط بل في مصر، لدينا الشاعر أحمد فؤاد نجم وهو يتحدث باللهجة
الدارجة.
*متى تداهمك شهيَّة الكتابة؟.
- لا أكتب القصيدة من اجل القصيدة بل يجب ان يكون هناك أمر مهم يستحق كتابتها، ومنها ما يمر به الوطن. وقد كتب الكثير من أبناء جيلنا من الشعراء الشعبيين عن النعرة الطائفية ونبذ الخلافات ولملة صفوف الشعب بكل طوائفه وقومياته، والحيف الذي وقع على العراق تحدث عنه الكثيرون بالنقد، وكان بعض الشعراء وأنا منهم ندعو الى وحدة العراق، بل حتى عند دخول داعش الارهابي كان دور الشعراء الشعبيين هو توحيد الصف وعدم تقسيم
الوطن.
* القصيدة الأقرب الى روحك؟.
- إنّ حادثة حريق الاطفال الخدج في مستشفى اليرموك قد هزتني وكتبت عن الحادثة قصيدة أعدها الأقرب الى نفسي، وشعرت أني أحد الأطفال الخدج وعمري نصف ساعة، إذ جاء بمطلعها:
نص ساعة عمري وفحّمت صدر أمي ما شميته
فحّم كلبها من الحزن ما شفته بس حسيته
من قصائده:
يا حلو
يا حلو غصبن على الراحن واجن
الله بيك اشكد حسن راواني
تارسه ايادي مرارات الزمن
اشما يتيهني الوكت تلكاني
غافية روحي عالصدرك
تدري ليش هواي اذكرك
لساني مر وردت احلي لساني
طيبتك صارت لغز ما الها حل
اشكثر جاروا بيك وتعديتهم
الخذوا منك طيب جازوك بفشل
وانت ما همك رجعت انطيتهم
يا محب حيرني أمرك
تدري ليش هواية اذكرك
لساني مر وردت احلي لساني
اشما جرح بيك الوكت
تنزف امل مثل شجرة
اتصب عطر للفاسة
من اشوفك شوفة املاكي وطن
ايعيش نخلة وما يدنك راسه
ما دره حتى ليقهرك
تدري ليش اهوايه اذكرك
لساني مر وردت احلي لساني
