ولد شاعرنا واسمه الكامل جمعة معيشي خليل في العام عام (1875) في قضاء سوق الشيوخ بمحافظة الناصرية، وله ثلاثة اولاد معيشي وسامي وعبد الله.
عمل في بداية حياته عاملا في احد مقاهي الناصرية، ثم فلاحا في ارض اعطاها له (خزعل باشا)، ثم عمل بعد ذلك حارسا في نقليات سوق الشيوخ.. وكان الناس يجتمعون حوله وهم يستمعون الى ابوذياته المشحونة بالحكمة والأمثلة الشعبية، ومنها :
زماني جرد سيوفه وسنها
عليّه او حرمت عيني وسنها
وحك الي فرض خمسه وسنها
بعد هيهات عيش يصير إليّه
وله أيضا:
يجيب أظلم تذب ارشاك ودلاك
ولاصحلك صديق ارشدك ودلاك
ولا كلمن توده صار ودلاك
بكلبه ولا صفتله وياك نيّة...
وذات يوم كان ابو معيشي مريضاً وبقى راقدا في الفراش لمدة طويلة تزيد عن الشهر، فزاره الكثيرون من سوق الشيوخ والناصرية والسماوة ومنهم المرحوم منصور ابو صرة وعلي عسّاف، وقد خفّف من عذاباته هؤلاء الأصدقاء. ولكنّه بقي ينظر الى باب (الحوش) ويتنهّد بحرقة وعرف الجميع أنّه ينتظر المرأة التي أحبها وذاب بعشقها. وعندما شُفيَ من مرضه وخرج الى السوق صادفها في الطريق فصاح بصوت عالٍ:
ترف كلي بعدنا أصحاب يو كوم
وما تنشد عليّ مطروح يو كوم
عود انه من اموت اتكول يو كوم
ومثل مرت الناس اتمر عليّه.
وقد توفى الله رائد الأبوذيّة في نهاية العام 1978 بعد رحلة مضنية مع الحياة ناهزت قرناً من الزمان في مستشفى الناصرية الجمهوري، ليلتحق بالرفيق الأعلى وليفتقد الأدب الشعبي العراقي جوهرته المكنونة.