الباشا فهمي القيسي في بيت المدى

ثقافة 2019/01/08
...

بغداد / قحطان جاسم جواد
 لولا مفارقة الاحباب ماوجدت
                            المنايا الى ارواحنا سبلا 
 ابدا تسترد ما تهب الدنيا  
                           فليت جودها كان بخلا
 بهذه الابيات للمتنبي يذكرنا الناقد حسن عبدالحميد في حديثه عن فهمي القيسي ولايفضي الحديث عن الراحل ،الشهير بلقب الباشا بين اقرانه التشكيليين،الا لمباهج ومحافل الجمال،عبراناقة الروح والشكل والملبس.كما لو انه ولد ملونا بكل انساق السمو والبهجة والانفتاح الرائق المسالم مع الحياة والناس. بيت المدى بشارع المتنبي استذكر هذه الشخصية التشكيلية بحضور نخبة من زملائه وتلامذته .
 
مراثي ترف الاحزان
قدم للجلسة الناقد عبدالحميد وقال عنه:- احزنني رحيل الباشا كثيرا بسبب قربه لي. ومن خواصه الانسانية التي عرفها كل من اقترب منه.انه طاف في اغلب دول العالم.اعطاها من فنه وسلوكه كما تعلم منها ، عبر المشاركات المتواصلة في المعارض الفنية التي كان مصممها ومخرجها. لم تقف براعته عند الحضور المهيب في المشهد التشكيلي العراقي، وشخصيته البغدادية العذبة، بل تمتد عند مرافئ فنه، لما تحمل من بذل نقاء وصفاء لون، وتقانة واخراج حي
 ونابض.
 واضاف:- ادعي لنفسي اكثر من تصدى لتجربته.فقد كتبت عنه ملفات ودراسات عدة.منها ملف في مجلة افاق عربية ومقال في ملحق المدى حول متكئات الجمال لدى فهمي، وملف في جريدة الغد قلت فيها(يقول فيخته متحسرا.. ان الجميل نافع.. اه من فلسفة الجمال ونظريات العلم..ان هي الا الفاظ. فالجمال دائما بحاجة الى الحقيقة).كما تميز برسم الوجوه بالباستيل منها وجوه لمتسولين او وجوه تصادفه في 
الشارع..
 
في فن الكرافيك والكولاج
واشر الدكتور معتز عناد غزوان بعض ملامح  فن فهمي القيسي فقال:- تميز اسلوبه بتأثيرات فن الكرافيك من خلال التعامل مع الاشكال الهندسية والكولاج.كما وضع الخطوط والكتل والمساحات في اعماله وكأنها تأثيرات بصرية يحاكي المتلقي فيها عبرالتضادات اللونية، فضلا عن استخدامه كتلا لونية وشكلية في مركز اللوحة،تذكرنا بأعمال الفنان رافع الناصري.
 
 لتيار الحروفية
الدكتور بلاسم محمد اشار:- في 1973 اسس ناظم رمزي مؤسسته،و كنت وفهمي واخرون نعمل فيها اثناء دراستنا. نصمم مجلات عراقية على ضوء المجلات الاجنبية التي يجلبها رمزي. وكان فهمي صاحب اجمل عين بنقل التصاميم.ثم عملنا انا وهو مع جوزيف صاحب معمل للوحات البلاستيكية، صنع فيها القيسي العديد من اللوحات لكثير من المعامل والمحلات ومازال بعضها شاخصا لحد اليوم.
وقد مر بالعراق عدة اتجاهات فنية الاولى اتجهت لرسم الاسطورة مثل الماهود والراوي وغيرها. والثاني اراد ان يخلق هوية للفن العراقي عبر تيار الحروفية ومثله الفنانون شاكر حسن ال سعيد و الماهود وضياء الراوي، وكان القيسي ضمن هذا التوجه،وسميت انذاك (التنميط الحروفية).
ساهم فيها القيسي بادخال الرش في الهواء وكان اول من ادخلها في الفن العراقي ، واحدث ضجيجا في حينه لانه تفوق على كثير من فناني الحروفية بتقنيته الجديدة. كما اخذ بالتنويط للحرف العربي فاخرج لوحات تجمع بين التصميم والخط. وكانت في منتهى الاناقة واستخدم فيها مواد جديدة لاول مرة في العراق. فادخل الواتر بروف(العجينة) التي تعطي ملمسا للوحات.كما صمم اكثر من ثلاثين بوسترا مهما في البلاد منها بوستر مهرجان
 الفن للانسانية.
الدكتور عقيل مهدي قال:- فهمي ومعه عدة فنانين اخرين مثل د بلاسم وعبدالرحيم ياسر وغيرهم ، تمكنوا من تقديم الحداثة في الفن عبر اعمالهم.كما بدأوا نوعا من الانزياح عن التقليدي في الفن.وفهمي اصيل ومبدع عبر بغداديته غير المتعالية. 
كما يذكرنا بالناصري في تجلياته لمفهوم الحروفية في الحداثة .