ترانيم سومرية

ثقافة 2019/01/08
...

باسم عبد الحميد حمودي
تعد كتب الجمع والببلوغرافيا –التوثيق  من الكتب المرجعية في الدراسات والابحاث التي لابد من توافرها في كل مكتبة شخصية أو عامة, تبعا لتخصص المثقف والدارس ,اضافة لضرورتها في المكتبات العامة  التي تجري محاولات خبيثة لطمس بعضها وتحويلها الى ابنية تجارية!  وذلك موضوع آخر لاعلاقة مباشرة  بالكتاب القيم الذي أصدره الاستاذ علي كاظم خليفة العقابي مؤخرا  تحت عنوان(ترانيم سومرية-سير ونصوص) بتقديم الاستاذة عالية طالب.
جمع الكتاب نصوصا وسير حيوات لتسع وثلاثين شاعرة من محافظة ميسان هن كل ما حصل عليه الباحث من اسماء وسير ونصوص جاءت في 310 صفحة حوت ايضا على تمهيد للكاتب وسيرته الشخصية ومصادره.
ونجد في جهدالكاتب العقابي الكثير مما يعين الباحث والناقد فقد يسر لهما الطريق ووضع امامهما ما يعينه على استكمال عمله,ذلك أن العمل لم يقتصر على (التوثيق ) للحياة والسيرة الذاتية للشاعرة بل اقترن بنصوص مختارة من اعمالها
 ايضا .
ومن الطبيعي هناأنتتباين التجارب والخبرات والشهرة والأنتشار بين الشواعر,فقد كان في مقدمة الشاعرات :لميعة عباس عمارة- صبرية الحسو-عربية توفيق لازم – نجاة عبد الله-أقبال العوادي –ناجية المراني –مريم العطار-حذام يوسف-هاجر الدرويش-أقبال العوادي –ريا عاصي.
تتباين بالتأكيد قدرات الشاعرات,لكننا لسنا –والباحث ايضا –في مجال تقويم تجربة كل شاعرة بل التأكيد على روح البحث والمثابرة التي تحلى بها علي العقابي وهو يعمل على استكمال بحثه ليحفظ لنا اسماء رائدات منسيات مثل السيدةوفيقة نجم البدراوي, وأن يطلعنا على حيوات شاعرات لهن تجارب ثقافية اخرى غير الشعر مثل ناجية المراني الباحثة الفولكلورية والدارسة في الادبالمقارن والدكتورة نور فرحان  والدكتورة أنعام الهاشمي وسواهن مما يشكل لهذا المعجم اضافة اخرى.
هنا لابد لنا من الاشادة بجهد الكاتب المؤلف والمعد وان نشير الى انه  جمع ما تيسر وما وجد من اسماء تابعتها شخصيا في كتب ودراسات اخرى أخرى وانا اعد الببلوغرافيا الخاصة التي اصدرتها عام 2001 عن الكاتبات العراقيات في القرن العشرين ,ولم أجده غافلا الا عن الشاعرة والقاصة المقلة في نتاجها السيدة  ليلى عبد الواحد –الشقيقة الصغرى للشاعر الراحل عبد الرزاق عبد الواحد ,فقدكانت زميلتي في كلية التربية –قسم اللغة الانكليزية وقد نشرت لها نصوصا قليلة في الشعر والقصة عندما كنت محررا للصفحا الثقافيةوالطلابية في جريدة (الاستقلال)  البغداديةعام
 1959 - 1960.
ان مقدمة الاستاذة عالية طالب تشيد بجهد العقابي وتدعو مشكورة الى تحيته وتكريمه بعد ان عجزت دوائر ووزارات عن الاهتمام بالنتاج العراقي المترامي الذي يحتاج الى دعم ناشطين مثل العقابي لاستكمال  الصورة الاولية للعمل الدراسي المطلوب,وهو ما اشار اليه الدكتور باسم الياسري مدير دار ضفاف التي نشرت هذا العمل
 المفيد حقا .