كليفلاند: وكالات
حفلت المناظرة الأولى في الانتخابات الرئاسية الأميركية بين المرشحين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، بوابل من الاتهامات والألفاظ النابية التي ساقها كل طرف ضد منافسه، حيث وصف بايدن ترامب بالمهرج والكذاب و»جرو بوتين»، بينما نعته الأخير بالغباء وبأنه «دمية بيد اليسار الراديكالي».
وقال بايدن خلال المناظرة مع ترامب في كليفلاند (التي اختتمت صباح أمس الأربعاء بتوقيت الشرق الأوسط): «الحقيقة أنني دخلت في مواجهة مع بوتين، وأوضحت له أنني لن أنساق إلى حيله، أما هو (ترامب) جرو بوتين، فلا يمكنه حتى أن يقول له شيئا عن المكافآت مقابل رؤوس الجنود الأميركيين»، وتابع بايدن: «في ظل قيادة هذا الرئيس أصبحنا أضعف وأفقر وأكثر انقساما وأكثر عنفا».
وكان التوتر واضحاً منذ الدقائق الأولى للمناظرة، إذ كان الرجلان يقاطعان بعضهما البعض باستمرار، ما أخرج بايدن عن طوره وقال لترامب: «هلا تخرس يا رجل»، كما نعت المرشح الديمقراطي الرئيس الساعي للفوز بولاية ثانية بأنه «كذاب» و»مهرج».
وقال بايدن عن منافسه في استحقاق الثالث من تشرين الثاني المقبل: إن «كل ما يقوله حتى الآن كذب. أنا لست هنا لأبرهن أكاذيبه. الكل يعلم أنه كذاب»، وأضاف «من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفوا هذا الشخص»، وتابع: «أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة».
بدوره اتهم ترامب منافسه الديمقراطي بالافتقار إلى الذكاء وبأنه دمية في يد «اليسار الراديكالي»، وقال ترامب: «أنت لا تمت إلى الذكاء بصلة، جو. 47 عاما ولم تفعل شيئا».
ووفقا للبروتوكول الصحي المتبع بسبب كوفيد-19، انطلقت المناظرة قبل 35 يوما من الاستحقاق الرئاسي، دون أن يتصافح الرجلان السبعينيان، واستهلت المناظرة بدفاع الرئيس الجمهوري عن قراره المثير للجدل بترشيح قاضية محافظة للمحكمة العليا قبل أسابيع قليلة من الانتخابات.
وقال ترامب: «لقد فزنا في انتخابات 2016 ولنا الحق في ذلك»، وسارع المرشح الديمقراطي للقول: «علينا الانتظار حتى نرى نتيجة هذه الانتخابات».
وانطلقت المناظرة على مرأى من جمهور صغير كان في عداده زوجتا المرشحين ميلانيا ترامب وجيل بايدن وقد وضعتا كمامات، وسعى بايدن، الذي يتصدر استطلاعات الرأي، إلى ربط ترامب بشكل مباشر بجائحة كوفيد -19 التي أودت بأرواح أكثر من 200 ألف شخص في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تسجيلا للوفيات الناجمة عن الجائحة في العالم أجمع.
واستهزأ بايدن بترامب غامزا من قناة أحد أكثر تصريحاته شهرة بقوله: «ربما يمكنك حقن مبيض الملابس في ذراعك وهذا كفيل بعلاج فيروس كورونا». ورد عليه ترامب بالقول: «لقد قمنا بعمل رائع، لكنني أقول لك يا جو، لم يكن بإمكانك أبدا القيام بالعمل الذي قمنا به»، مفترضا أنه لو كان بايدن رئيسا «لمات مليونين وليس 200 ألف أميركي».
وكرر ترامب زعمه أن التصويت بالبريد سيؤدي إلى حدوث تزوير، ولم يؤكد بشكل واضح استعداده لقبول نتائج الاقتراع، حيث قال: «آمل أن تكون انتخابات نزيهة. لكن إذا رأيت أنه تم تزوير عشرات الآلاف من استمارات الاقتراع، فلن أتمكن من الموافقة على ذلك».
وقال ترامب إنه يتوقع أن تتخذ المحكمة العليا قرارا بشأن الانتخابات وأن «تنظر في بطاقات الاقتراع»، وحث أنصاره على الذهاب لمشاهدة عملية الاقتراع.
من جهته، حث بايدن الأميركيين على وضع خطة للتصويت، وتعهد بأنه لن يعلن الفوز حتى يتم التحقق من صحة النتيجة.
وعد بايدن بأن تخلق خطته الاقتصادية 7 ملايين فرصة عمل وتؤدي إلى نمو اقتصادي بقيمة 1 ترليون دولار أخرى، فيما اكتفى ترامب بالقول إنه في ظل ولايته كان الاقتصاد الأميركي «الأعظم في التاريخ»، لكنه تضرر من «الطاعون الصيني».