«كـوفيـد-19» يـضرب تـرامـب ومـيلانـيـا

قضايا عربية ودولية 2020/10/03
...

 محمد الانصاري
 
تردد صدى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إصابته وزوجته بفيروس «كورونا- كوفيد19» فجر أمس الجمعة عبر وسائل الإعلام العالمية والأسواق المالية، وسارع العديد من الزعماء والمسؤولين للتعليق على ذلك، ويأتي هذا الإعلان قبل شهر واحد من الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 تشرين الثاني المقبل.
 
برقيات رئاسية
ومن بين المعلقين نجد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وهو أول زعيم عالمي يدخل المستشفى بعد إصابته بكوفيد-19، وتمنى جونسون الشفاء العاجل لترامب وزوجته ميلانيا قائلا على «تويتر»: «أفضل تمنياتي للرئيس ترامب والسيدة الأولى، أتمنى لهما الشفاء العاجل من فيروس كورونا».
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعث برقية إلى ترامب، تمنى له فيها الشفاء العاجل بعد تشخيص إصابته بفيروس كورونا المستجد، وقال بوتين مخاطباً ترامب: «أثق في أن حيويتك المتأصلة ومعنوياتك المرتفعة عوامل ستساعدك في التغلب على هذا الفيروس الخطير»، كما تمنى الكرملين لترامب وزوجته الشفاء العاجل، بحسب ما جاء على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف.
بدوره، بعث تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بأمنياته بالشفاء لترامب وزوجته، كذلك، قال نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، في تغريدة: «أنا وكارين (زوجته) نرسل حبنا وصلواتنا لصديقينا العزيزين الرئيس دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب.
ننضم إلى الملايين في جميع أنحاء أميركا في الصلاة من أجل شفائهما الكامل والعاجل.
بارك الله فيك سيدي الرئيس ترامب وسيدتنا الأولى الرائعة ميلانيا».
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال: «هذا يوضح أن الفيروس لا يستثني أحدا، بما في ذلك أولئك الذين أبدوا شكوكهم.
أتمنى له الشفاء العاجل».
أما هو شي جين، رئيس تحرير صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، فقد علق: «دفع الرئيس ترامب والسيدة الأولى ثمن مقامرته للتقليل من شأن كوفيد- 19.
تظهر الأنباء خطورة الوضع الوبائي في الولايات المتحدة، وسيكون لها تأثير سلبي في صورة ترامب والولايات المتحدة، كما قد تؤثر سلبا في إعادة انتخابه».
وكتب شين أوليفر، رئيس مؤسسة «إيه.إم.بي كابيتال» للاستثمار على «تويتر»: «قد يحصل ترامب على أصوات بدافع التعاطف إذا أصيب بفيروس كورونا، السوق بالفعل في حالة توتر بسبب الانتخابات القادمة وفشل المحادثات في التوصل إلى حزمة حوافز مالية 
جديدة».
وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بقوله: «مثلنا مثل الملايين من الإسرائيليين، نفكر أنا وسارة (زوجته) في الرئيس دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب، ونتمنى لصديقينا الشفاء العاجل والكامل»، كما وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالة مشابهة إلى ترامب.
 
ميلانيا تغرد
وفي أول تعليق لميلانيا زوجة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على خبر إصابتهما بفيروس كورونا، قالت ميلانيا في تغريدة على «تويتر»: «كما فعل الكثير من الأميركيين هذا العام، أنا ودونالد ترامب في الحجر الصحي بالمنزل، بعد أن ثبتت إصابتنا بـ COVID-19”، وأضافت: “نحن بخير، تم تأجيل جميع الارتباطات القادمة.
يرجى التأكد من بقائكم آمنين، وسنتجاوز هذا الأمر معا”.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن رسميا عن إصابتهما بالوباء، وقال على “تويتر” فجر أمس الجمعة: “ثبتت إصابتنا بـ COVID-19. 
سنبدأ عملية الحجر الصحي وسنتعافى على الفور، سوف نتجاوز هذا معا”.
وفي وقت سابق، كشف ترامب أنه خضع وميلانيا لفحوص الكشف عن الفيروس، وبانتظار نتيجة المسحة، وذلك بعد إصابة مستشارة البيت الأبيض، هوب هيكس، بكورونا.
 
فئة عالية المخاطر
إلى ذلك، كشفت طبيبة أميركية، عن المخاطر التي يواجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إثر إصابته بفيروس كورونا، وقالت الطبيبة، آني ريميون، في حديث لقناة CNN: إن الرئيس ترامب “يقع ضمن فئة عالية المخاطر من المصابين بفيروس كورونا، إنه كبير في السن ويعاني من زيادة في الوزن إلى حد ما، ولا نعلم إن كانت لديه أي حالة (صحية) أخرى سابقة أم لا”.
وشددت الطبيبة على أن “الأهم أن ترامب من ضمن الفئة العمرية التي لديها خطر الإصابة الشديدة بفيروس (كوفيد-19)، لذلك فإن الأمر مقلق للغاية”.
وكان الطبيب المشرف على متابعتهما، شون كونلي، أفاد بأن كلا من ترامب وزوجته في حالة صحية جيدة، وتوقع أن يواصل ترامب مهامه كرئيس من دون أي انقطاع.
بدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكناني: إن “قوة البلد بأكمله مع الرئيس ترامب وزوجته، أميركا تقف متحدة، بلدنا يقف قويا، سيستمر رئيسكم في وضع الشعب أولا”، بحسب تعبيرها.
وأصدر البيت الأبيض جدول عمل محدثا للرئيس الأميركي، حيث تم إلغاء رحلته التي كانت مقررة إلى فلوريدا لإلقاء خطاب أمام أنصاره، وبحسب بيان البيت الأبيض سيشارك ترامب في الساعة 12:15 بالتوقيت المحلي، (مساء الجمعة)، في مؤتمر عبر “الفيديو كونفرس”، لدعم كبار السن المعرضين لخطر فيروس كورونا “كوفيد-19”، ومن المقرر أن يُعقد المؤتمر بدون حضور صحافي.
 
خلافة ترامب والانتخابات
في السياق، قال وزير الإسكان البريطاني روبرت جينريك: إن «لدى الولايات المتحدة بروتوكولا واضحا يتولى بموجبه نائب الرئيس إدارة شؤون البلاد إذا اقتضى الأمر».
إلى ذلك، قال المحلل السياسي الأميركي (من أصل مصري) ماك شرقاوي، في حديث خاص لشبكة «روسيا اليوم»: إن «إصابة الرئيس دونالد ترامب وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا ربما تكون الضربة القاصمة
له».
وأضاف: «إنها قد تقضي على فرص نجاحه في الانتخابات الرئاسية الأميركية لو أحسن منافسه جو بايدن استغلالها فى حملته الانتخابية»، وأشار إلى أن «دخول دونالد ترامب الحجر الصحي ليس اختياريا بل إجباري، وهو ما قد يترتب عليه تداعيات قانونية حسب نص المادة 25 من الدستور الأميركي، التي تضع الخيارات في حال عجز الرئيس عن مزاولة مهام منصبه حيث يكون نائب الرئيس هو الشخص الذي تمنح له صلاحيات الرئيس، وفي حال عجز نائب الرئيس تكون نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب هي من تمنح لها صلاحيات الرئيس».
ولفت المحلل السياسي المصري الأميركي، ماك شرقاوي، إلى أن «هناك مجالا لحملة جو بايدن للقضاء على فرص ترامب في الفوز برئاسة ثانية، في حال استغلال إصابة الرئيس دونالد ترامب بكورونا لإظهار قصور الإدارة الأميركية الحالية في مواجهة فيروس كورونا، خاصة أن إصابة ترامب كانت رقم 47 ألفا فى عدد الإصابات (أمس الجمعة)، وأن حجم الوفيات بسبب كورونا في أميركا وصل إلى 206 آلاف، ومن المتوقع أن يصل إلى 400 ألف بنهاية الموسم، لكن وفي المقابل فإن إصابة ترامب بكورونا قد تكون الدافع للتعجيل بإعلان الوصول للقاح للفيروس قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية مطلع تشرين الثاني المقبل، وفي هذه الحالة قد يكسب ترامب الجولة، خاصة أن الشعب الأميركي في تلك الحالة سوف يتعاطف معه ويعزز من فرص نجاحه».
 
اضطرابات في أسواق المال والنفط
تأثرت أسعار النفط والأسهم سلباً بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إصابته بفيروس كورونا المستجد، وواصلت أسعار النفط خسائرها التي زادت عن ثلاثة في المئة أمس الجمعة في ظل مخاوف قائمة بشأن الطلب، وهبط خام «برنت» بفعل نبأ إصابة ترامب وتراجع 1.47 سنت أو ما يعادل 3.6 في المئة إلى 39.4 دولارا للبرميل، كذلك تراجع الخام الأميركي 1.40 دولار أو ما يعادل 3.6 في المئة إلى 37.32 دولارا.
وقال ستيفن إينس رئيس ستراتيجيات الأسواق العالمية في إشارة إلى الرئيس الأميركي: «يظل النفط الحلقة الأضعف في أنباء (كوفيد)، إذ أنها تعزز الرأي القائل بأن أي شخص، حتى القائد أو الرئيس، معرّض للفيروس».
كذلك تراجعت أسعار الأسهم في السوق الآجلة الأميركية بعد إعلان إصابة ترامب بكوفيد-19، حيث هبط مؤشر داو جونز 1.7 في المئة، وتراجع ستاندرد أند بورز 500 الأوسع نطاقا 1.6 في المئة.
وأشارت وكالة «فرانس برس» إلى تراجع شهدته البورصات الأوروبية أيضا، في حين علّق وزير الاقتصاد الياباني ياسوتوشي نيشيمورا على نبأ إصابة ترامب بكورونا قائلا: إن «له تأثيرا كبيرا على الأسواق المالية».
وتراجع المؤشر «ستوكس» 600 الأوروبي 1 في المئة، ونزل المؤشر «داكس» الألماني والمؤشر «كاك» 40 الفرنسي 1.3 في المئة بينما تراجع المؤشر «فايننشال تايمز» 100 البريطاني واحدا في المئة.
وتعليقا على تأثر الدولار بإصابة ترامب بكورونا، قال محللون إن «هذا قد يقلب حملته رأسا على عقب، لكن التداعيات متوسطة الأمد على العملات لن تتضح على الفور».
 
أبرز القادة الذين أصيبوا بـ «كورونا»
طالت عدوى الفيروس التاجي الملايين في جميع أرجاء العالم، ولم يسلم منها القادة والزعماء، وآخرهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعقيلته.
ومنذ تفشيه في كانون الثاني الماضي، قضى الوباء على أكثر من مليون شخص، وأصيب بالعدوى أكثر من 34 مليونا ، ولم يسلم منه القادة والرؤساء الذين تتوفر لديهم في الغالب إجراءات وبروتوكولات للوقاية، ناهيك عن المتابعة الصحية اليومية والكشوفات
المتطورة.
ومن بين أهم القادة الذين تمكن الفيروس التاجي من التسلل إليهم قبل أن يصل إلى «البيت الأبيض»، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي قضى عدة أيام في العناية المركزة، وكشف بعد شفائه من مضاعفات الوباء، أن الأطباء الذين أشرفوا على علاجه كانوا على وشك الإعلان عن وفاته حينها.
وقبل ذلك أصيب الأمير البريطاني تشارلز بالفيروس التاجي، ما اثار القلق في البلاد على صحة والدته الملكة اليزابيث البالغة من العمر 92 عاما.
وأصيب بالعدوى أيضا البرت، أمير موناكو، فيما توفيت في مدريد الأميرة، ماريا تريزا، عن عمر ناهز  86 عاما بسبب إصابتها بالفيروس التاجي، وأصبحت بذلك أول  ضحية تسقط من عائلة مالكة بكورونا.
وأصاب الفيروس التاجي بعدواه الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، في تموز الماضي، وهو الرئيس الذي طالما استهان بالوباء وقلل من خطورته، إلا أنه لم يجد مناصا بعد أن وصل إليه المرض وظهرت أعراضه، فأعلن قائلا: «تلقيت للتو نتيجة فحص إيجابية»، أي أنه مصاب بالعدوى فعلا.
وبالمثل أعلنت رئيسة بوليفيا، جانين آنييز، في أيلول الماضي، أن الفحوصات الطبية اكدت إصابتها بعدوى الفيروس التاجي.
وكان رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، وعقيلته أصيبا بكورونا في أيار الماضي، بعد أن خالطا مسؤولين آخرين مصابين بالعدوى.
وبذلك، أثبت الفيروس التاجي أنه قادر على الوصول ليس فقط إلى الملايين في مختلف الدول، غنيها وفقيرها، بل وإلى اصحاب أعلى المناصب، بما في ذلك «سيد البيت الأبيض».