النساء هن تلك الكائنات الشفافة، هن المشرقات بالجمال والنظافة، ولانهن قد اقسمن على أن يظهرن بمظهر التألق والرقي، ومع الارشادات التوعوية بعد انتشار جائحة "كورونا"، ما جعلهن اول من يلتزم بارتداء القفازات والكمامات بلا منازع، اما الرجل فهو ذلك الذي يحارب الالتزام، فقد جعله عدم المبالاة بالوقاية اول المتعرضين لخطر الاصابة. تقول وسن (32 عاماً)، "انا الآن في بيت اهلي بعد أن نشب خلاف حاد مع زوجي احمد الذي يعمل في احدى الشركات، بسبب امتناعه عن ارتداء القفازات والكمامة، وعندما اتوسل اليه بأن يضعها فقط عند مغادرته البيت من اجل الحفاظ على صحة ابننا ليث البالغ من العمر 4 سنوات، يقول لي انه يشعر بالاختناق، خاصة وهو شخص مدخن، ما يجعله يخلع الكمامة كل 10 دقائق، ويقول بعصبية اي سيكارة هذه التي استمتع بها وقد يتحتم علي أن اخلع الكمامة، كلما اردت التدخين".
تردف وسن بحزن "صارت الكمامة تعني مشكلة مع زوجي، وعندما اخبرني قبل ايام أن صديقه مصاب بـ"كورونا"، وقد تم منحه اجازة من عمله، جعلني هذا الخبر افقد اعصابي، وقلت له بالتأكيد ان صديقك هذا مثلك لا يرغب بارتداء القفازات والكمامة، وتوسلت اليه أن يخشى على نفسه وعلى ابننا، لخوفي أن تنتقل العدوى من صديقه".
وبينت وسن "ان استخدام الكمامة على نطاق واسع، سيقلص خطر انتقال الفيروس، الا ان العديد من الرجال لا يعيرون اهمية لذلك، كما ان بعضهم يقول انه سئم من هذه الكمامة، ويشعر بالاختناق عند وضعها، لانها تحجب عنه الاوكسجين".
المرأة مدرسة
الدكتورة في علم الاجتماع كوثر العبيدي اكدت "ان المرأة اكثر التزاماً من الرجل، خاصة في الامور الصحية، ولكن عليها أن تتعامل مع زوجها بلطف وتترك العصبية، كما ان الامومة التي حباها الله بها جعلتها تحرص على صحة اسرتها اكثر من الاب، فهي تحافظ على حياة ابنائها وتخشى عليهم حتى من نفسها، وبذلك لابد أن تطلب من زوجها أن يرتدي الكمامة اذا ما خرج من البيت، وهي كذلك تحرص على ارتداء الكمامة والقفازات، اذا ما ذهبت الى السوق".
وتقول الدكتورة العبيدي "ان ابنتها المتزوجة قالت لها يوماً اذا دخلت البيت ولم اجدك لا يحلو لي البقاء فيه حتى اذا كان الوالد حاضراً، هذا يدل على أن للام مكانة كبيرة لدى اولادها، ومقابل ذلك فهي تحرص للحفاظ على هذه المكانة، فالام والزوجة والاخت قادرات على توجيه الرجل، وتوعيته في الوقاية، فهي من تعد الاجيال، ولها حصتها في بناء المجتمعات".
عناد
دائماً الرجل يستعرض قوته حتى امام المرض، فتارة يقول بأن مناعتي تكفي لهزيمة المرض فلا داعي لاخذ الاحتياطات، وتارة اخرى يشكك بوجود الجائحة.
اذ يحدثنا المواطن سمير علي (32عاماً) عن هذا الامر، وهو موظف في احدى الوزارات فيقول "للكمامة اهمية كبيرة في عزل الفيروسات، وارتداؤها يمنع وصول الميكروبات الى الشخص السليم، وارى من الاهمية اللجوء اليها، خاصة بعد تفشي الجائحة بشكل يدعو الى القلق".
ويبين سمير "لم كل هذا العناد لعدم وضعها وهي صغيرة لا يتعدى حجمها الكف الواحدة، وانها لا تعني اكثر من كونها وسيلة للوقاية مهما كانت، فلابد من توخي الحذر باستمرار".
{خليها على الله}
ومثل الرجل بعض النساء، فعدم اكتراث بعضهن جاء بسبب ازواجهن وعدم الالتزام بالوقاية، فالمواطنة وداد (40) سنة ربة بيت تقول بعدم اكتراث "خليها على الله".
وتضيف "اذا قدر لي أن اصاب بـ"كورونا"، فلن تمنعها عني كل احتياطات الدنيا، وانا مؤمنة بالقدر وان كل الذي يصيبنا مقدر ومكتوب!".
ثم تتابع حديثها وتقول: "ارى في الاسواق وفي الطرقات والشوارع الكثير من الرجال والنساء لا يضعون الكمامة فماذا حدث لهم؟".
العدوى ام الذقن؟
لم يكن السبب الوحيد في عدم ارتداء الرجل للقفازات والكمامة هو الاختناق او التضايق منها، بل هناك شباب لم يلتزموا بارتدائها خوفاً من ضياع ملامحهم، الشاب سلام عادل (19 عاماً) يقول: "ان الكمامة تخفي ملامحي، وخصوصاً ذقني الذي هو اجمل ما في وجهي، اذ تضيع اجرة تشذيبه في كل اسبوع عند الحلاق ما ان ارتديت الكمامة، ولا اريد أن تمر ايام شبابي وانا اضع مايخفي وجهي!".