100 حملة تطوعيَّة تعيد الحياة للموصل

ريبورتاج 2020/10/13
...

  شروق ماهر

 
 
عملت أكثر من 100 حملة، وفرق تطوعيَّة وشبابيَّة شكلت في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، بعد انتهاء العمليات العسكرية، على اعادة الحياة والاعمار الى المدينة، اذ كانت هذه الفرق التطوعية هي الحدث الأبرز، واسهمت بشكل فاعل في إعادة الكثير من المؤسسات والمرافق العامة، وفي مقدمتها التعليمية والخدمية، فضلاً عن مساهمتهم الفاعلة في تنشيط الحياة الثقافية من أجل مدينة أجمل وأنظف.
 
محو المخلّفات
هذا ما قاله الشاب علي الخياط المتحدث باسم الفرقة التطوعية، وهي اول فرقة تطوعية شاركت باعمار ايسر الموصل، بعد انتهاء العمليات العسكرية وتحرير الجانب الايسر من قبضة "داعش"، الفرقة عبارة عن تطوع 90 شاباً وشابة من ابناء مدينة الموصل، كان شعارهم هو محو 
مخلّفات "داعش " من الموصل، لكي لا يتذكر سكان مدينة الموصل اي شيء من مخلفات الارهاب، واعادة جزء صغير من الحياة، كعودة الجوامع والمؤسسات والمحال والدوائر والمشافي الى الخدمة، عشية انطلاق عملية الاعمار بالمدينة.
 
الموصل موصلنا
اما جمال سمير، احد اعضاء الفريق قال :"ان أكثر من 160 متطوعاً يعملون لتنظيف واصلاح شوارع الموصل، وازالة آثار حكم عصابات "داعش" الاجرامية في مدينة الموصل القديمة، والتي كانت بؤراً لهذه العصابات التكفيرية، اذ حولت معالم المدينة القديمة الى خطابات زخرفت على الحائط، وعبارات علقت على جدران وارصفة الموصل القديمة بانهم 
باقون".
ويضيف سمير "اننا تمكنا من محو كل هذه العبارات، وهدم ما خطته مجاميع هذه العصابات، واعدنا الحياة الجزئية الى الموصل القديمة مع رسم الابتسامة والامل، لاعادة تنظيف وترميم واعمار اكثر من 400 منزل".
 
مجموعات تطوعيَّة
تشهد مدينة الموصل مركز محافظة نينوى عشرات الفرق التطوعية، التي تضم فرقاً مشتركة من شباب وشابات وظيفتهم العمل بروح واحدة، وبالتنافس بينهم من اجل أن تعود الحياة الطبيعية لمدينة الموصل، بعد الدمار الذي لحق بها، اذ تمكنت هذه الفرقة من اعادة جمالية المدينة، وجعلها انظف واجمل، كما كانت في السابق".
ويبين الشاب محسن جرجيس "اشرفت على ثلاث فرق تطوعية، اذ تعمل هذه الفرق على اعادة اعمار القرى والنواحي القريبة من الموصل، لتأهيلها بالكامل واعادتها الى سابق عهدها".
اذ تمكنت مدينة الموصل المحررة والنواحي والاقضية التابعة لها، من تفعيل حركة واسعة للفرق الجوالة والمجموعات التطوعية في ظاهرة تبدو مدهشة، اذ تهدف تلك الفرق لبث الأمل في مدنها التي لا تزال تعاني الدمار والخراب، كما تهدف تلك الحملات لإزالة مخلفات داعش".
 
"# خلوها- أجمل"
أطلقت مجموعة من الشباب الموصليين مؤخرا حملة واسعة عبر شبكة الانترنت تحت شعار "خلوها- أجمل"، وذلك لجمع أكبر عدد من المتطوعين والناشطين للمشاركة في حملات تنظيف، تشمل جميع الأحياء المستعادة في المدينة، اذ بدأت من داخل المستشفى ثم نزلت الى الشوارع، بينما نفذت فرق تطوعية أخرى حملات لإعادة إعمار جامعة الموصل، بعد الدمار الذي شهدته نتيجة تخريب عناصر "داعش" لمبانيها.
يحدثنا صاحب اول فكرة لهذه الفرق التطوعية والحملات الشبابية السيد نوري احمد الخالد قائلاً ان "الغاية من الحملة هي استعادة الصورة الجميلة للمدينة".
مبيناً "أطلقنا على حملتنا تلك وباللهجة العراقية اسم (خلوها أجمل) أي اجعلوا الموصل أجمل، كما كانت قبل أن يدخلها الارهاب، اذ ان مثل هذه الحملات لاتقتصر على التنظيف وإزالة المخلفات الحربية، بل ستمتد إلى أكثر من ذلك، لتشمل جمع الكتب للمكتبة المركزية التي دمّرت، بعد أن خلّفت "داعش" في الجامعة دمارا هائلاً في الأبنية ومستلزمات الدراسة وغيرها".
وأضاف "اننا نقوم بجهود ذاتية نعتمد بها على الفرق التطوعية، اذ شارك نحو 300 متطوع ومتطوعة من داخل مدينة الموصل، لكون الدمار كبيراً في الجامعة، ويحتاج الى مزيد من الجهود".
 
مفخرة
ويرى سكان مدينة الموصل، أن مدينتهم تحولت اجمل وانظف في وقت زمني قصير، منذ انتهاء تحرير الموصل بفضل هذه الفرق التطوعية، اذ تؤكد السيدة ايمان حسن (٦٠عاماً)، من سكنة مدينة تكريت، والتي كانت ضيفة لدى شقيقتها بمدينة الموصل، بانها وجدت كل ماهو جميل من نقوش على جدران المدينة، وتنظيف للشوارع ورفع الانقاض، واعادة المكاتب في المدينة، وامور جميلة اخرى قدمتها هذه الفرق التطوعية.
أما محافظ نينوى نجم الجبوري فكانت لـ "الصباح" وقفة معه في ذات الخصوص اذ اكد: " نتجول في المدينة ونشاهد العديد من الشباب المتطوعين الذين يقومون برفع الأنقاض والتنظيف، وبشكل طوعي ومستقل عن أية جهة سياسية أو حكومية، بل إنهم يقدمون يد المساعدة للجهات الحكومية في تجميل المدينة". 
مضيفاً "ان هؤلاء الشباب يمثلون الوجه الحضاري للموصل، ولم تتمكن عصابات داعش الارهابية من التأثير فيهم أو سحبهم للانضمام اليها، بل كان لهم رد فعل على جرائم داعش وأفكارها الارهابية المتطرفة، بأن يندفعوا نحو الأعمال التطوعية، لرفع ما خلفته داعش في المدينة".
مؤكداً "إننا نفتخر بأن لدينا مثل هؤلاء الشباب الذين نهضوا فور تخلصهم من داعش وبادروا إلى العمل الإيجابي وهو تجميل مدينتهم بشكل طوعي".