استثمار الكفاءات

اقتصادية 2020/10/14
...

سعد الطائي
تمثل الكفاءات العلمية وأصحاب المهارات المتميزة والعقول عماد الاقتصاديات في العالم المعاصر لما يملكونه من إمكانيات متفردة تمكنهم من تقديم المتميز والمبتكر في مجال الاعمال الاقتصادية المتعددة الى جانب اتقانهم تأدية الوظائف التي تسند لهم، وبما يحقق أعلى درجات الجودة في الاعمال التي يؤدونها. مما يحتم الاهتمام بتوظيفهم في النشاطات الاقتصادية المختلفة من اجل الافادة المثلى من هذه الكفاءات وبما يؤدي الى زيادة الإنتاجية وتحقيق أعلى المردودات الناتجة عن النشاطات الاقتصادية.
وفي بلدنا يفترض العمل على الاهتمام بالكفاءات وأصحاب المهارات المتفردة وذوي العقول العلمية الذين يتوجب الافادة منهم في شتى المجالات الاقتصادية، وبما يسهم في تطوير واقعنا الاقتصادي، فيمكن العمل على تطبيق براءات الاختراع للمبدعين في العلوم المختلفة ونقلها الى الواقع العملي وتوظيفها في النشاطات الاقتصادية المتعددة، وبما يمكن من الافادة العملية من هذه الاختراعات وتحويلها الى مشاريع إنتاجية تدر أرباحاً وتعود بالنفع بالمحصلة النهائية على الموازنة العامة وعلى الحركة الاقتصادية بشكل عام.
كما انه يتوجب الافادة من المشاريع البحثية التي تقدم من قبل طلاب الجامعات في الاختصاصات العلمية المتعددة التي تقدر سنوياً بآلاف المشاريع التي يمكن توظيفها في المجالات الاقتصادية سواء بتطوير المنشآت الاقتصادية العاملة حالياً وتحسين واقعها أو زيادة انتاجيتها واستحداث خطوط إنتاجية مستقبلاً.
إن هذه المشاريع العلمية يمكن توظيفها في حل المشكلات التي تواجه أي منشأة اقتصادية أو تعرقل عملها، فضلاً عن تطوير نوعية المنتجات المحلية وجعلها ذات قابلية تنافسية أكبر مع المنتجات الأجنبية المناظرة لها بفعل الارتقاء بالنوعية التي هي احد اهم العوامل المشكلة لنجاحها في الأسواق والاقبال عليها من قبل المستهلكين، كما أن الكفاءات المحلية يمكن توظيفها في إدارات المشاريع الاقتصادية المتعددة والافادة من هذه الكفاءات في مجال الادارة التي تعد احد اهم عوامل نجاح المشروع الاقتصادي، فالإدارة الناجحة تعني مشروعاً اقتصادياً ناجحاً. 
من هنا يتوجب على الجهات المختصة العمل على الاهتمام بالكفاءات الوطنية المحلية وتوظيفها في جميع مجالات النشاطات الاقتصادية، وبما يسهم في تطوير واقع اقتصادنا الوطني، كون هذه الكفاءات بمثابة ثروة وطنية كبيرة لبلدنا يمكنها المشاركة بدور فاعل وجوهري في نقل الاقتصاد العراقي الى مراحل متقدمة بفعل ما يملكونه من طاقات متميزة تؤهلهم لان يقدموا الشيء الكثير لاقتصادنا الوطني، فالاستثمار في الانسان هو افضل أنواع الاستثمار والذي يجلب حالياً ومستقبلاً مردودات اقتصادية واجتماعية وعلمية وتقنية وثقافية وفكرية ومالية هائلة، تكون بمثابة رأس المال الذي لا ينضب.