بعد دقائق فقط من بدء سريان الهدنة الإنسانية في إقليم قره باغ، التي تم التوصل إليها بوساطة أميركية، تبادلت باكو ويريفان الاتهامات بانتهاكها مع تأكيد كل منهما التزامه بها. وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن مواقع للقوات الأذربيجانية ومناطق سكنية في قره باغ تعرضت لقصف، مشيرة إلى أن الجانب الأرمني أطلق النار بعد 5 دقائق على بدء سريان الهدنة في الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي أمس الاثنين.
وأوضحت باكو أن القصف استهدف وحدات عسكرية أذربيجانية في قرية سفيان في منطقة لاتشين بمحيط قره باغ، إضافة إلى مدينة تيرتير ومحيطها غربي الإقليم، وأكدت الدفاع الأذربيجانية التزامها الكامل بوقف إطلاق النار. من جانبه، نفى "جيش الدفاع" في قره باغ الاتهامات الأذربيجانية بخرق الهدنة الإنسانية مؤكدا تطبيقها بكل صرامة، كما حملت وزارة الدفاع الأرمنية أذربيجان مسؤولية خرق الهدنة عبر قصف مواقع عسكرية في شمال شرق قره باغ، ووصفت الاتهامات الأذربجانية للطرف الأرمني بانتهاك الهدنة بأنها "معلومات مضللة"، وأكد رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان في وقت سابق هذا الصباح أن الجانب الأرمني سيلتزم بنظام وقف إطلاق النار.
وكانت الولايات المتحدة وأذربيجان وأرمينيا أعلنت مساء أمس الأول الأحد، توصلها إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قره باغ ليكون الثالث من نوعه، والأول بوساطة واشنطن.
وقالت الأطراف الـ3 في بيان مشترك صادر عن وزارة الخارجية الأميركية وحكومتي أذربيجان وأرمينيا: إن "وقف إطلاق النار لأهداف إنسانية سيدخل حيز التنفيذ في الساعة 08:00 بالتوقيت المحلي من يوم 26 تشرين الأول"، وأضاف البيان أن "الولايات المتحدة أسهمت في إجراء مفاوضات مكثفة بين وزراء الخارجية ورؤساء مجموعة مينسك لاقتراب أرمينيا وأذربيجان من حل سلمي للنزاع في قره باغ".
وهذه الهدنة الإنسانية هي الثالثة من نوعها التي يتم إعلانها في قره باغ بعد اتفاقين مماثلين تم التوصل إليها يومي 10 و17 تشرين الأول بوساطة روسيا.
يأتي ذلك بعد أن أجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في وقت سابق من الأسبوع بواشنطن، محادثات منفصلة مع نظيريه الأرمني زوغراب مناتساكانيان، والأذربيجاني جيهون بيراموف.