مع دخول العالم في الموجة الثانية من فيروس كورونا والشعب البريطاني قد يكون واحداً من أكثر الشعوب رفضاً واعتراضاً على الإجراءات التي تقوم بها الحكومة بين الحين والآخر. وهذا ما يجعل مسيرات الاحتجاج تتصاعد وترتفع كل يوم سبت وعادة ما يتجمهر المعترضون عند باحة قصر باكنغهام ومن ثم يتّجهون الى ساحة الطرف الأغر (ترافالغار سكوير) وعادة ما يحمل المتظاهرون لافتات وشعارات داعية للحرية وإنهاء الفساد والطغيان المفروض من قبل الحكومة على الشعب والذي بسببه فقد كثيرون منه أعمالهم ووظائفهم وتضرر أصحاب المتاجر الصغيرة والأعمال الصغيرة بالدرجة الأولى.
نشر الفوضى
لكنَّ السبت الرابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر لم يكن عادياً في احتجاجه فقد تم إلقاء القبض على 18 متظاهراً فيه بدعوى نشر الفوضى وعدم الالتزام بالإجراءات القانونية المتبّعة، وايضاً لكونهم قد أعلنوا احتجاجهم ضد قيود الإغلاق الجديدة. وصرّح قائد الشرطة إيدي اديليكان المتواجد مع فريقه لحماية المتظاهرين بأنهم حاولوا فرض قيود التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة لكنَّ هؤلاء لم يستجيبوا لنداءات الشرطة فاضطرت لاعتقالهم!
مضيفاً أنَّ "تدافعاً حصل بين المتظاهرين والشرطة، ما أدى لإصابة ثلاثة ضباط بجروحٍ طفيفة, هذا ما جعلهم يتدخلون بقوة لأنهم رأوا الفوضى التي أحدثها المتظاهرون وهي مخالفة للوائح فيروس كورونا والإجراءات الجديدة".
هذا وقد دخلت العاصمة لندن الأسبوع الماضي في قيود إغلاق جديدة عُدّت من الدرجة الثانية وتم تحديث الموقع الالكتروني للحكومة البريطانية بإضافة إجراءاتٍ جديدة تم تقسيمها الى مستويات ثلاثة (شديد الخطورة) (متوسط الخطورة) (الأقل خطورة) وذلك من خلال إدخال الرمز السري لكل مقاطعة من مقاطعات لندن لتأتي النتيجة حسب المنطقة وحسب المقاطعة ليتعرف المواطنون على الإجراءات اللازمة. وقد تم تحديد المستويات الثلاثة بناء على نسبة الإصابات في المناطق. لذلك تعتمد الحكومة الآن إجراءاتٍ شديدة الحذر وعالية للسيطرة على تفشي الفيروس.
تقسيم المستويات
فمن ضمن الإجراءات التي اتخذتها إنكلترا بأنَّ كل منطقة فيها تقع الآن ضمن واحدة من هذه المستويات الثلاثة وعليه يتم وضع المناطق ذات المعدلات العالية بالإصابات في المستوى الثالث وهو الأشد خطورة ثم تليها المتوسطة بالمستوى الثاني ومن ثم الأقل خطورة وهي بالمستوى الأول. وبناءً على هذا التقسيم تم إعلان كل من مانشستر الكبرى وجنوب يوركشاير ولانكشاير وليفربول وارينغتون الأشد خطورة وتم تطبيق المستوى الثالث عليها وهو الأعلى بفرض القيود على المواطنين وأصحاب الاعمال الكبيرة والصغيرة.
وتتضمن الإجراءات الخاصة بمناطق المستوى الثالث ما ينص على أنْ:
- لا يمكن استقبال أي شخص ليس جزءاً من الأسرة في أي مكان مغلق سواء البيت أو حديقة المنزل أو حتى حديقة المطعم.
- يمكن الالتقاء بمجموعة تصل الى ستة أشخاص في الحدائق العامة أو الشواطئ أو الريف والغابات.
- يجب إغلاق الحانات والبارات ما لم تكن تقدم وجبات طعام كبيرة.
- لا يمكن لأصحاب الحانات تقديم الكحول مفردة إلا كجزءٍ من الوجبة.
- يُنصح بعدم السفر أو التنقّل خارج مناطق المستوى الثالث، ويستثنى منه العمل أو التعليم أو خدمات الشباب أو مسؤوليات الرعاية.
- إغلاق الكازينوهات وقاعات البنغو ومحال المراهنات ومراكز ألعاب الكبار ومناطق الألعاب الخاصة.
المستوى الثاني
أما المستوى الثاني فجاءت إجراءاته أقلّ وطأة فتمثلت بالتالي:
- يمنع استقبال الضيوف في المنازل كما يمنع تردد أي شخص على المنزل من غير الساكنين فيه.
- يمكن للأشخاص التجمع في قاعات الدعم الاجتماعي كدعم كبار السن أو توفير الدعم والرعاية للأطفال.
- يمكن لقاء الأصدقاء أو الأسرة في الهواء الطلق، مع الحفاظ على العدد الأقصى (ستة) أشخاص فقط.
أما إجراءات المستوى الأول فجاءت أخف بكثير من المستويين الثاني والثالث رغم محافظتها على ما ينطبق على المستويين الثاني والثالث لكنها تلخصت بـ:
إمكانية اللقاء بأكثر من ستة أشخاص في الداخل أو في الهواء الطلق إذا كان المنزل كبيراً أو قاعة كبرى كما ويجب إغلاق الحانات والبارات والمطاعم بحلول الساعة العاشرة مساءً بتوقيت غرينتش.
أما ويلز فخضعت لإغلاق شبه كامل منذ يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر وسيستمر حتى التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
أما اسكتلندا فقد أعلنت بأنها ستنتقل إلى نظام جديد من خمسة مستويات وستفرض قيوداً وإجراءات جديدة لمنع تفشي الفيروس اعتبارًا من الاثنين الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر، بينما أيرلندا الشمالية فقد دخلت في النصف الثاني من فرض إجراءاتها وقيودها التي بدأتها منذ أربعة أسابيع.