الطُغراء

ثقافة 2019/01/14
...

كريم ناصر
 
 
 
كلّ قمرٍ لا يبرحُ الرمال، كلّ غيمةٍ لا تتركُ حزَّ الصخرة، 
الماءُ قد قلّ 
والخشخاشُ البريُّ يرقشُ الحديقة.
*
هكذا نجرعُ كؤوسَ الغمّ،
لا تسر في الظلام
لئلّا يقصمَ القمرُ ظهرك.
*
يا غصنَ الأمل أيّها الموت، 
فلا تخطفِ التماثيل 
لا تعبرْ بحراً نزقاً..
أيّها العاشقُ الذي هدرَ دمه، 
فلا تقنصِ العنادلَ تحت ثمارِ الصندل.
*
لا تهزُّ الريحُ النخلةَ 
أيّ ريح،
كم استهانَ الأسدُ بها وصدّقَ زئيره.
*
ما من بريّةٍ تجول 
ولا من أكَمَةٍ تركض، 
ما من نهدٍ يسرقُ مهجته كونٌ لا يحملُ أشواكاً.
*
عظام البَهلوانِ من أصلِ مموث،
البهلوان يركضُ على الحبل، 
عندما هدّدَ الدغلُ ثمرةَ سعادته. 
*
ستقنصُ النسورُ الحمائم، 
ويسجرُ القمرُ جوفه،
ستهبُّ العواصفُ 
ثمّ تصفرّ كأوراقِ الخريف.
*
هكذا تطوي الريحُ أزهارَ الذهب،
صار اسطَبْلُ المرعى مرتعَ أشباح،
لا يا معولَ القدر 
فلا تقطعْ حَرقَدةَ الميت بصخرةٍ ملساء.
كلّ يومٍ يركلُ الغاشمُ غصنَ الأعمى.. 
إهبِطْ من الجبل يا أميرَ النحل.
*
لا نعلمُ لمن الطغراء؟
هنا الطيف كأديمِ السماء، 
هنا تأكلُ الثعالبُ الحمائم، وتطوي الثعابينُ الأرائك..
وعند الغروبِ 
تنهارُ قصور.