كلّ قمرٍ لا يبرحُ الرمال، كلّ غيمةٍ لا تتركُ حزَّ الصخرة،
الماءُ قد قلّ
والخشخاشُ البريُّ يرقشُ الحديقة.
*
هكذا نجرعُ كؤوسَ الغمّ،
لا تسر في الظلام
لئلّا يقصمَ القمرُ ظهرك.
*
يا غصنَ الأمل أيّها الموت،
فلا تخطفِ التماثيل
لا تعبرْ بحراً نزقاً..
أيّها العاشقُ الذي هدرَ دمه،
فلا تقنصِ العنادلَ تحت ثمارِ الصندل.
*
لا تهزُّ الريحُ النخلةَ
أيّ ريح،
كم استهانَ الأسدُ بها وصدّقَ زئيره.
*
ما من بريّةٍ تجول
ولا من أكَمَةٍ تركض،
ما من نهدٍ يسرقُ مهجته كونٌ لا يحملُ أشواكاً.
*
عظام البَهلوانِ من أصلِ مموث،
البهلوان يركضُ على الحبل،
عندما هدّدَ الدغلُ ثمرةَ سعادته.
*
ستقنصُ النسورُ الحمائم،
ويسجرُ القمرُ جوفه،
ستهبُّ العواصفُ
ثمّ تصفرّ كأوراقِ الخريف.
*
هكذا تطوي الريحُ أزهارَ الذهب،
صار اسطَبْلُ المرعى مرتعَ أشباح،
لا يا معولَ القدر
فلا تقطعْ حَرقَدةَ الميت بصخرةٍ ملساء.
*
كلّ يومٍ يركلُ الغاشمُ غصنَ الأعمى..
إهبِطْ من الجبل يا أميرَ النحل.
*
لا نعلمُ لمن الطغراء؟
هنا الطيف كأديمِ السماء،
هنا تأكلُ الثعالبُ الحمائم، وتطوي الثعابينُ الأرائك..
وعند الغروبِ
تنهارُ قصور.