قصص قصيرة جداً

ثقافة 2020/11/04
...

  د.عبدالحسين الدرويش
(1) الثواب
عندما جاءه أخوه في المنام، وقال له بالحرف الواحد: لماذا لا تثوب.. لي أي شيء ولو قليلاً..؟ فقال له: أنا لا أملك قوت يومي لأسرتي، حتى أثوب لك!! فكان جواب أخيه المرحوم: إبعثوا إليّ ماتطرحونه إلى الكلاب والقطط.. فأني مفتقر إليه..!! وفعلاً قام بتقديم الباقية من الطعام، الى القطط والكلاب، التي تسرح وتمرح في بيته الخَربْ. وعندما جاءه أخوه، في الليلة الأخرى في المنام أيضاً، مستبشراً فقال له: الآن قد وفيت، لقد طبت وطابت لي الجنة وطابت أثمارها، وعُلا خرير انهارها، فاصبحت قرير العين.                                  
 
(2) رؤيا
بعد صلاة الفجر الصادق عند الامام، ذهب مهرولاً الى مقبرة السلام، كان مسرعاً للوصول الى قبر والده، بعد أن سلم على جميع الموتى، مردداً:( السلام على أهل لا أله إلا الله)، حاملاً حقيبة فيها عدة سفره، القرآن الكريم، سجادة الصلاة، كتاب أدعية (ضياء الصالحين)، وعند الانتهاء من مراسيم زيارة قبر والده، قفَلَ راجعاً الى بيته، في تلك الليلة رأى في منامه المرحوم جاره، قائلاً له: ياهذا مررت اليوم أمام بيتي.. ورأيته خرباً!!، ولم تصلحه وتعيدُ بنائه! وعندما استيقظ فكّر في الأمر الذي رواده في المنام، وقال في نفسه: لكن لم أعرف أين هو قبر المرحوم جاري.!، أو في أيّة مقبرة دفن فيها، في الصباح الباكر، لليوم التالي، ذهب الى الشخص الذي يتولى أمر المقبرة وسأله: أين أجد قبر المرحوم.؟ فقال له الدفان: نعم أنه هناك، فصحبه ودلهّ عليه، وكانت المفاجأة حقاً كما قال المرحوم!، أنه في طريقه الذي مرّ منه  بالأمس..!      
 
(3) صلاة
عندما توسد المسافر لحده الغائض في الرملة الحمراء، وأخذ المعزّون يهيلون على قبره التراب، أخذ يتوسل اليهم، بصوت لا يكادون يسمعونه، ألا يتركوه وحده، حيث لا يأتي على الميت ساعة أشدّ من أول ليلة، أمسى في شدة وبلاء، وآل أمره الى العقاب عند الجزاء، لكن الركعتين اللتين صلاهما فلان، أنقذته من العذاب، ودفعت عنه مضاضة العقاب، هاتان الركعتان الخفيفتان أحبُّ إلى صاحبِ القبر من دُنياكم كُلهَّا!.