الغموض يلف مصير الانتخابات الأميركية

قضايا عربية ودولية 2020/11/05
...

 واشنطن: وكالات
 
مازال الغموض، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، يلف مصير الانتخابات الأميركية وتحديد الفائز الجديد بزعامة البيت الأبيض، حيث تظهر عمليات فرز الأصوات المستمرة في عدد من الولايات الأميركية تقارب النتائج الأولية بين الرئيس دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن، وسط انزعاج وانعدام ثقة بين فريقي المرشحين.

ولم تكشف النتائج الأولية لفرز الأصوات في عدد من الولايات عن فارق قد يكون حاسما لأحد المرشحين، فمازالت ست ولايات متأرجحة "بحدة" بين الجانبين، وهي نيفادا، ويسكنسون، ميشيغان، جورجيا، كارولينا الشمالية وبنسلفانيا، وأعلنت ولاية نيفادا، أمس الأربعاء، أنها ستستأنف فرز الأصوات الخاصة بانتخابات الرئاسة الأميركية وعدها، (اليوم الخميس)، عند الساعة التاسعة صباحا، بالتوقيت المحلي، وأفاد مركز إديسون، بأن ترامب وبايدن يتقاسمان أصوات نيفادا 49 % لكل منهما بعد فرز 85% من الأصوات بالولاية.
وتلعب 12 ولاية أميركية دوراً هاماً في تحديد مصير الانتخابات الرئاسية ومن سيكون الرئيس القادم لمدة 4 سنوات، وتضم هذه الولايات 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي (الذي يبلغ 538 صوتاً) اللازمة لدخول البيت الأبيض، وهذه الولايات هي فلوريدا، وجورجيا، ونيوهامبشير، ونورث كارولينا، وأوهايو، وميشيغان، وبنسلفانيا، وتكساس، وويسكونسن، ومينيسوتا، وأريزونا، ونيفادا، وأيوا.
وقد أثارت تصريحات ترامب، التي اتهم فيها فريق بايدن بالسعي لـ"سرقة" نتائج الانتخابات، وهدد باللجوء إلى المحكمة للمطالبة بوقف فرز الأصوات، انزعاج فريق المرشح الديمقراطي، الذي أكد بدوره أن فرقه القانونية ستكون جاهزة إذا نفذ ترامب تهديده بالذهاب إلى المحكمة.
إلى ذلك وصف حاكم ولاية بنسلفانيا، الديمقراطي، توم وولف، تصريحات ترامب حول تزوير الانتخابات الرئاسية الأميركية، بـ"الهجوم الحزبي".
وتظهر الإحصاءات التي نشرتها وسائل إعلام أميركية كبرى، منها شبكتا "إن بي سي" و"سي إن إن" وصحيفة "واشنطن بوست"، أن بايدن أحرز مزيدا من التقدم وحصد حتى الآن أصوات 224 من أصل أعضاء المجمع الانتخابي الـ538، فيما لا يزال عدد الأصوات التي حصل عليها ترامب عند مستوى 213 صوتا. في الوقت نفسه، قدرت صحيفة "نيويورك تايمز" عدد الأصوات التي تمكن بايدن من تأمينها بين أعضاء المجمع الانتخابي بـ227، مؤكدة حصول ترامب على 213 
صوتا.
بدورها، أفادت وسائل إعلام أميركية أخرى، منها وكالة "أسوشيتد برس" وقناة "فوكس نيوز"، بأن بايدن عزز تقدمه على ترامب حتى 238 صوتا مقابل 213.
وأظهرت نتائج الفرز الجزئي للأصوات في الولايات المتحدة الأميركية تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن بنسبة 50.2 % مقابل 48.3 % للرئيس الحالي دونالد ترامب.
كذلك أظهرت نتائج فرز الأصوات، التي لا تزال متواصلة، أن بايدن قلص فارق عدد الأصوات مع ترامب في ولاية جورجيا، وتشير النتائج الأولية إلى تعزيز حظوظه في ولاية 
ويسكونسن.
إلى ذلك، أصبح المرشح الديمقراطي جو بايدن مجددا الأوفر حظا للفوز بانتخابات الرئاسة، وفق مواقع الرهانات على الإنترنت، ويأتي ذلك، بعد تغير حظوظ الرئيس الحالي دونالد ترامب، الذي كان الميزان يميل لصالحه أثناء ليل الثلاثاء، بحسبما ورد في بيانات 3 شركات للمراهنات.
وحدث التغير بعد تفوق بايدن على ترامب في ولاية ويسكونسن الحاسمة، بعد فرز ما يقرب من 89 بالمئة من الأصوات حتى الآن، وكانت سوق المراهنات "سماركتس"، ومقرها بريطانيا، قد أعطت فرص فوز بايدن نسبة 58 بالمئة، في حين ذهبت شركة "بريديكت إت"، ومقرها نيوزيلندا، إلى أن من المتوقع بنسبة 63 بالمئة فوز المرشح الديمقراطي بايدن.
وانتخابات 2020 في الولايات المتحدة في طريقها لتكون أكبر حدث يجتذب المراهنات على الإطلاق، حسبما تقول شركات الرهان، وراهن أحد الأشخاص المقامرين على فوز بايدن بمبلغ قياسي بلغ مليون جنيه استرليني.
في سياق متصل، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه لا يجوز التعليق على نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية قبل اكتمال عملية فرز أصوات الناخبين، مبديا ثقته بالسلطات الأميركية في هذا الأمر.
ودعا المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، إيريك مامر، أثناء موجز صحفي عقده في بروكسل، الجميع إلى توخي الصبر والتريث حتى الانتهاء من عملية فرز الأصوات، وذلك في معرض تعليقه على التغريدة التي هنأ فيها رئيس وزراء سلوفينيا، يانيز يانشا، الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بالفوز في الانتخابات.
وقال المتحدث: "ننصح الجميع بمتابعة تطورات الأحداث في الولايات المتحدة وعملية فرز أصوات الناخبين هناك بعناية، ونحن كالجميع ننتظر إعلان الهيئات المعنية بفرز الأصوات لنتائج الانتخابات، وحتى ذلك الحين يتحمل كل واحد المسؤولية الشخصية عن تعليقاته، سننطلق من البيانات الرسمية في الولايات المتحدة، ويجب على الجميع، حسب رأينا، اعتماد نفس السلوك".