بايدن يترقب 6 أصوات للفوز بزعامة البيت الأبيض

قضايا عربية ودولية 2020/11/06
...

 واشنطن: وكالات 
 
فيما صعد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب مساعيه القانونية للتأثير في فرز الأصوات وأطلق اتهامات جديدة بشأن تزوير الانتخابات متوعداً بالطعن فيها أمام المحكمة العليا، دخلت الولايات المتحدة في الأمتار الأخيرة من السباق إلى البيت الأبيض، إذ يقترب مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن بثبات من الفوز بالانتخابات الرئاسية 2020 التي جرت في 3 تشرين الثاني الجاري، أمام منافسه الجمهوري ترامب، ولا تفصل بايدن عن الرئاسة سوى (ستة) من أصوات كبار الناخبين حسب تقديرات وكالة “ أسوشييتد بريس”، بعد حصوله على 264 صوتا لغاية صباح أمس الجمعة (بتوقيت الشرق الأوسط). 
 
ويواصل بايدن، النائب السابق للرئيس الأميركي، تقليص الفارق، الذي يتقدم به ترامب في ولايتي (بنسلفانيا وجورجيا) بينما يحتفظ بهامش تقدم طفيف في ولايتي (نيفادا وأريزونا)، مقتربا من الحصول على 270 صوتاً في المجمع الانتخابي الذي يحدد الفائز.
وأظهرت الإحصاءات أن بايدن تمكن من إحراز تحول جذري وانتزاع الصدارة في السباق الانتخابي بولاية جورجيا من الرئيس دونالد ترامب، وأفاد مركز “إديسون” للأبحاث وبعض وسائل الإعلام الأميركية، منها شبكة “سي إن إن” وموقع “أكسيوس”، (عصر أمس الجمعة بتوقيت بغداد) بأن بايدن يتقدم الآن بفارق 917 صوتا على ترامب بعد فرز 99 % من بطاقات الاقتراع في جورجيا التي يعود إليها 16 مقعدا في المجمع الانتخابي، وتعد من الولايات الحاسمة لتحديد الفائز في الانتخابات.
وتعد ولاية جورجيا ذات طابع جمهوري تقليدي، وكانت محط أنظار الديمقراطيين على مدار عقود من الانتخابات، لكنهم فشلوا دائما في الظفر بها، وفي الانتخابات الرئاسية عام 2016، فاز ترامب في ولاية جورجيا بـ5 نقاط مئوية، أي نحو 211 ألف صوت، عن منافسته الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون.
في الوقت نفسه، واصل بايدن في الساعات الأخيرة تقليص تخلفه عن ترامب في ولاية بنسلفانيا، وهي أيضا من الولايات الحاسمة لتحديد الفائز، وحسب آخر تقييمات قناة “ فوكس نيوز”، يتقدم ترامب على بايدن في الولاية التي تحظى بـ20 مقعدا في المجمع الانتخابي بفارق 0.3 % فقط (49.6 % مقابل 49.3 %) بعد فرز 97 % من بطاقات الاقتراع.
وقالت سكرتيرة ولاية بنسلفانيا كاثي بوكفار: إن مئات الآلاف من الأصوات بحاجة لإحصائها في الولاية، التي تشهد تنافسا كبيرا بين المرشحين، وأضافت أنها لا تعلم بوجود أي ادعاءات حديثة بشأن تزوير أصوات الناخبين.
كما تمكن بايدن من تعزيز تقدمه على الرئيس الجمهوري في ولاية نيفادا (ستة مقاعد في المجمع الانتخابي) إلى 0.9 % (49.4 % مقابل 48.5 % بعد فرز 89 % من الأصوات)، وتقدم بايدن في هذه الولاية على ترامب بأكثر من 11 ألف صوت، وتتوقع مقاطعة كلارك، أكبر مقاطعة في نيفادا، تلقي الجزء الأكبر من بطاقات الاقتراع عبر البريد بحلول (اليوم السبت أو غداً الأحد بتوقيت غرب الولايات المتحدة)، على أن تكمل عملية الفرز بحلول الأسبوع المقبل 12 تشرين الثاني.
وقلص بايدن تخلفه عن ترامب في ولاية كارولاينا الشمالية (15 مقعدا في المجمع الانتخابي) إلى 1.4 % (50 % مقابل 48.6 % بعد فرز 95 % من بطاقات الاقتراع)، حسب بيانات “سي إن إن” وصحيفة “ نيويورك تايمز”.
وتظهر الإحصاءات الأولية أن ترامب يواصل تقليص تخلفه عن بايدن في ولاية أريزونا (11 مقعدا في المجمع الانتخابي)، حيث لا يتجاوز الفارق بينهما بعد فرز 90% من أصوات الناخبين 1.6 % (50.1 % مقابل 48.5 %).
وعلى الرغم من تقدم بايدن على ترامب في التصويت حتى الآن، ما يزال مصير الرئاسة الأميركية يتوقف على نتائج التصويت في تلك الولايات الحاسمة، وأعرب كلا المرشحين عن ثقتهما بفوزهما، وقدمت حملة ترامب دعاوى قضائية بشأن فرز الأصوات في عدد من الولايات. من جانبه، وجه ترامب، اتهامات بتزوير أصوات الناخبين، ليقول زوراً: إن منافسه كان يحاول الاستيلاء على السلطة، ويعد ذلك بمثابة جهد غير عادي من قبل رئيس أميركي لبث الشكوك في العملية الديمقراطية.
وقال ترامب من على منصة في غرفة الإيجاز الصحفي بالبيت الأبيض: “هذه تكون الحالة عندما يحاولون سرقة الانتخابات، فهم يحاولون تزوير الانتخابات”، وأدت تصريحات الرئيس إلى تعميق الشعور بالقلق في الولايات المتحدة مع دخول الأميركيين يومهم الكامل الرابع بعد الانتخابات من دون معرفة من الذي سيتولى منصب الرئيس خلال السنوات الأربع المقبلة.
وقطعت شبكات تلفزيونية أميركية عديدة مساء الخميس (بتوقيت واشنطن) النقل المباشر للكلمة التي ألقاها الرئيس دونالد ترامب من البيت الأبيض بسبب تضمنها “سيلا من الأكاذيب” بشأن نزاهة الانتخابات.
وعلى الفور قطعت شبكة “أم أس أن بي أس” نقلها المباشر لكلمة ترامب، وقال المذيع براين وليامز: “حسنا، ها نحن مرة أخرى أمام موقف غير عادي، ليس علينا أن نتوقف عن نقل تصريح رئيس الولايات المتحدة فحسب بل أن نصحح ما يقوله رئيس الولايات المتحدة”.
وسرعان ما لحقت بركب “ أم أس أن بي أس” شبكتا “أن بي سي نيوز” و”إيه بي سي نيوز” فقطعتا النقل المباشر لوقائع ما قال البيت الأبيض إنه سيكون مؤتمرا صحافيا قبل أن يتبين أنه خطاب ألقاه ترامب وسارع فور انتهائه إلى مغادرة القاعة من دون أن يجيب عن أي سؤال.
أما شبكة “سي أن أن” التي نقلت التصريح الرئاسي كاملا فوصفته بـ”حفلة أكاذيب”، وقال المذيع جايك تابر فور انتهاء ترامب من الكلام: “يا لها من ليلة حزينة للولايات المتحدة.. أن تسمع رئيسها يتهم الناس بمحاولة سرقة الانتخابات”.