بغداد السلام.. قبلة العالم ومحور ارتكاز التوازن الاقليمي

الثانية والثالثة 2019/01/15
...

بغداد/ متابعة الصباح 
 
 
بغداد السلام، وفي مؤشر واضح لعودة العراق إلى دوره المحوري والطبيعي في المنطقة والعالم، استقبلت خلال الـ 24 ساعة الماضية، شخصيات رفيعة المستوى من شرق العالم وغربه، حيث حلّ ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة جلالة الملك عبد الله الثاني ضيفاً على بلده الثاني العراق، كما استقبلت بغداد وزيري خارجية فرنسا جان إيف لودريان وإيران محمد جواد ظريف.
الرئاسات الثلاث والقيادات السياسية، أكدت في لقاءاتها التي جمعتها بالزوار المهمين، على دور العراق باعتباره محور ارتكاز في السياسة الدولية والإقليمية، وتبني العراق سياسة معتدلة ومتوازنة مع جميع دول المنطقة والعالم ووفق المصالح الوطنية والمصالح المشتركة مع تلك البلدان، حيث أكد رئيس الجمهورية برهم صالح خلال استقباله ولقائه الملك عبد الله الثاني، ضرورة أن تكون بغداد وعمان مرتكزاً أساسياً لتعزيز العلاقات بين الأشقاء العرب ومنطلقاً لحوار جاد وبنّاء لإنهاء الازمات التي تشهدها المنطقة، وبينما شكر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي فرنسا على موقفها الداعم للعراق خلال لقاء وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، دعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي خلال جولة مباحثاته مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى تنشيط العلاقات الثنائية بين العراق وإيران بمختلف المجالات. 
 
زيارة العاهل الأردني
واستقبل رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، في مطار بغداد الدولي، أمس الاثنين، الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية والوفد المرافق له، وسط حفاوة بالغة وترحيب كبير.
وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية، بأن الرئيس صالح رحب بجلالة الملك، الذي يزور العراق بدعوة رسمية، في بلده الثاني متمنياً له زيارة مثمرة وناجحة، وجرت مراسم استقبال رسمية تضمنت عزف السلامين الوطنيين لجمهورية العراق والمملكة الاردنية الهاشمية، وتفتيش الحرس الرئاسي الذي اصطف لتحيتهما.
ولدى وصول رئيس الجمهورية وضيفه الى قصر السلام عقدا اجتماعاً ثنائياً، جرى خلاله التأكيد على عمق العلاقات التاريخية والأواصر المشتركة التي تربط العراق والاردن، وضرورة العمل من أجل الارتقاء بها وتطويرها بما يخدم تطلعات الشعبين الشقيقين، فضلاً عن مناقشة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية وتوسيع آفاق التعاون بما يضمن تحقيق المصالح المتبادلة.
كما تم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن العديد من القضايا العربية والدولية، والتأكيد على الدور المهم للبلدين في تثبيت دعائم السلام والاستقرار عربياً واقليمياً، وأن تكون بغداد وعمان مرتكزاً أساسياً لتعزيز العلاقات بين الأشقاء العرب ومنطلقاً لحوار جاد وبنّاء لإنهاء الازمات التي تشهدها المنطقة.
وقال الرئيس صالح، في تغريدة بحسابه الرسمي بموقع «تويتر»: «نعتز بزيارة جلالة الملك الأردني العاهل عبد الله الثاني، أخاً وصديقاً وحليفاً، فالعراق يرتبط مع الأردن بوشائج الجيرة والثقافة والتاريخ، وبشبكة مصالح وأمن مشترك»، وأضاف، «نتطلع لأن نبني على المشتركات لتلبية استحقاقات استئصال الإرهاب والتطرف، والبدء بعملية إعمار العراق وترسيخ الأمن الإقليمي».
كما استقبل رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ملك الأردن عبد الله الثاني، وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، بأن عبد المهدي عقد اجتماعا ثنائيا مع العاهل الأردني، تناول القضايا الثنائية بين البلدين والأوضاع الإقليمية وأهمية توحيد الصف لوقف التدهور والتصعيد الذي شهدته بلدان المنطقة وحماية القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس.
وأعقب الاجتماع الثنائي، اجتماع مشترك بحضور أعضاء الوفدين العراقي والاردني تم خلاله بحث تطوير علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين الجارين، وتبادل الآراء حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وأهمية تحقيق الاستقرار لشعوب المنطقة ، والتأكيد على تنفيذ نتائج المباحثات الرسمية التي جرت في بغداد برئاسة رئيس مجلس الوزراء ونظيره الاردني وما تضمنته من اتفاقات في مختلف المجالات .
وكان رئيس مجلس الوزراء قد أجرى للملك الأردني، استقبالا رسميا في القصر الحكومي عزف خلاله السلامان الملكي والجمهوري وتفتيش حرس الشرف.
إلى ذلك، أفاد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، بان «رئيس مجلس النواب استقبل ملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبد الله الثاني والوفد المرافق له»، مبينا انه «في مستهل اللقاء رحب الحلبوسي بزيارة الملك عبد الله الثاني إلى بغداد، مثمنا حرص المملكة الأردنية الهاشمية على تطوير علاقاتها الأخوية والتأريخية مع العراق».
واضاف البيان، أن «الجانبين ناقشا العلاقات الثنائية بين العراق والأردن والملفات ذات الاهتمام المشترك بما يخدم تطلعات الشعبين الشقيقين»، وأكد الحلبوسي «ضرورة توسيع آفاق التعاون في المجالات كافة»، مشيرا إلى «أهمية تضافر جميع الجهود، لضمان استقرار المنطقة».
وتابع البيان، «كما بحث اللقاء تنشيط الملف الاقتصادي بين البلدين، وفي مقدمتها الطاقة والنقل، وتفعيل المنفذ الحدودي والحركة التجارية، فضلا عن الاتفاقات التجارية والمشاريع الستراتيجية بين البلدين بما يحقق التكامل الاقتصادي».
من جهته، جدد الملك عبد الله الثاني موقف المملكة الداعم للعراق، مبدياً استعداد بلاده للمساهمة بشكل كبير في تحقيق المزيد من الأمن والاستقرار.
كما التقى رئيس تحالف الإصلاح والإعمار السيد عمار الحكيم، العاهل الأردني، وتم في اللقاء التأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين الأردن والعراق، والحرص على النهوض بمستويات التعاون بينهما، وأعرب الحكيم عن تقديره لمواقف الأردن الداعمة لوحدة العراق واستقراره وازدهاره، كما أكد العاهل الأردني دعم الأردن لأمن واستقرار العراق، والوقوف إلى جانب الشعب العراقي في تحقيق تطلعاته بمستقبل مزدهر.
وكان الملك الأردني عبد الله الثاني، وصل إلى بغداد صباح أمس الاثنين، في زيارة رسمية بدعوة من رئيس الجمهورية برهم صالح الذي كان على رأس مستقبليه لدى وصول طائرته الملكية إلى أرض مطار بغداد الدولي.
 
وزير الخارجية الفرنسي
من جانب آخر، استقبل رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح في قصر السلام ببغداد، أمس الاثنين، وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان والوفد المرافق له.
وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية تلقته «الصباح»، بأن الرئيس صالح أكد خلال اللقاء أهمية دور العراق المحوري في محاربة التطرف والارهاب وتجفيف منابعه، وسعيه الجاد لترسيخ السلم والاستقرار بالمنطقة.
وشدد صالح، على ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين وبما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين، مشيراً إلى أن العراق حريص على تعزيز العلاقات مع المجتمع الدولي نحو آفاق أوسع، كما أشاد بالدور الايجابي للاتحاد الاوروبي ومساندته للحكومة العراقية سياسياً وامنياً واقتصادياً، مضيفا أن العراق يتطلع للمزيد من التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.
بدوره، جدد وزير خارجية فرنسا، حرص بلاده على استمرار دعم العراق في المجالات كافة، ووجه لودريان دعوة من الرئيس الفرنسي الى رئيس الجمهورية لزيارة فرنسا حيث وعد صالح بتلبيتها في وقت مناسب.
من جانب آخر، قال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عقب استقباله وزير الخارجية الفرنسي: إن  «فرنسا بلد صديق للعراق والعلاقات معها مهمة جدا لمكانتها ودورها القوي والمتميز»، مؤكداً «نتطلع لمساهمة وحضور وتعاون اوسع في مجالات الاقتصاد والخدمات والثقافة والتعليم استمرارا لموقف فرنسا الى جانب العراق في حربه ضد داعش، والمضي بالتنسيق والتواصل حول دعم الامن والاستقرار في المنطقة».
وأضاف عبد المهدي بحسب بيان لمكتبه الإعلامي، أن «التجربة الديمقراطية في العراق تتعزز وتحقق تقدما لصالح جميع العراقيين»، لافتاً الى أن «داعش ليست صناعة عراقية وإنما هي صناعة فكر متخلف ومتطرف»، داعياً «لبناء توازنات تدعم الاعتدال والوسطية والقيم المدنية».
وأكد رئيس الوزراء، «حرصه على تطوير علاقات الشراكة مع فرنسا في مكافحة الارهاب ومشاريع البناء والاعمار»، كما أعرب عن «الاستعداد الكامل لتذليل العقبات والموروثات»، ووجه عبد المهدي «الشكر لموقف فرنسا بالغاء الديون المترتبة على العراق عبر نادي باريس»، وطرح «مقترح دراسة توأمة بين مدينتي باريس وبغداد، ورحب الجانب الفرنسي به ووعد بدراسته».
من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي، «إننا جئنا لنعلن دعمنا الكامل للعراق ولحكومته ولنعبر عن ارادة فرنسا بتوسيع العلاقات مع العراق، ولنواصل وقوفنا الى جانب العراق في البناء بعد موقفنا المساند في هزيمة داعش ودعم القوات العراقية».
وأضاف، ان «العراق أصبح لاعبا أساسيا في الاستقرار وسياسته قائمة على النأي عن الصراعات وحفظ سيادته وقراره الوطني»، لافتا الى أن «فرنسا ستمضي قدما بعلاقات الشراكة والتعاون مع العراق ودعم الحكومة العراقية التي تقود العراق بنجاح».
وأشار الى «زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى بغداد لتأكيد الدعم وتطوير علاقات الصداقة والتعاون والشراكة القائمة بين البلدين».
كما عقدت هيئة رئاسة البرلمان، جولة مباحثات مع لودريان، وأفاد بيان للدائرة الإعلامية لمجلس النواب، بأن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، استقبل في مبنى المجلس بحضور نائبه الثاني بشير حداد وعدد من النواب، وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان والوفد المرافق له.
وأكد الحلبوسي، حرص حكومة العراق ومجلس النواب على التعاون مع المجتمع الدولي – ومن ضمنه فرنسا – في المجالات ذات الاهتمام المشترك ومنها محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة.
وأشاد رئيس مجلس النواب، بالدور الفرنسي في دعم العراق بملف النازحين وتخصيص قرض بمبلغ 430 مليون يورو؛ لإعادة إعمار المدن المحررة، وكذلك المساهمة في إعمار جامعة الموصل، كما دعا الحلبوسي إلى الاستفادة من الخبرات الفرنسية في مجال إعمار المدن، وفتح باب الاستثمارات بما يعزز ويخدم العلاقة بين البلدين.
من جهته أكد لودريان، حرص الحكومة الفرنسية على دعم العراق في الملفات المهمة التي تتعلق بالأمن والإعمار.
في السياق ذاته، كشف وزير الخارجية محمد علي الحكيم عن مبادرة فرنسية لتشجيع الاستثمار في العراق، وأفاد بيان لوزارة الخارجية، بأن «الوزير الحكيم بحث خلال استقباله في مقر الوزارة ببغداد، أمس الاثنين، وزير الخارجيَّة الفرنسيّ جان إيف لودريان والوفد المرافق له، العلاقات الثنائيَّة، ومناقشة الملفات التي تهمُّ البلدين الصديقين، والزيارة المُرتَقبة لرئيس الجمهوريَّة إيمانويل ماكرون قريباً إلى العراق».
وأكد الوزير الحكيم «ضرورة تطوير العلاقات المُشترَكة بين البلدين، مشيداً بالدور المهم، والحيوي الذي أدته فرنسا في دعم العراق بمواجهة الإرهاب بواسطة التحالف الدوليِّ، وكذلك في الجانب الإنسانيِّ، والثقافيِّ، والتربويِّ»، مُعبِّراً عن أمله بأن «تكون فرنسا من الدول المُشارِكة في إعادة إعمار المناطق المُحرَّرة من عصابات داعش»، وأشاد الحكيم «بمُبادَرة وزارة الخارجيَّة الفرنسيَّة بتشكيل فريق مُتابَعة برئاسة وزير الخارجيَّة؛ لتشجيع الشركات الفرنسيَّة على الاستثمار في العراق».
من جهته، أكد لودريان «أهمِّيَّة العلاقات الثنائيَّة بين البلدين الصديقين، آملاً بالمزيد من التطوُّر، والتعاون في المجالات الاقتصاديَّة، والأمنيَّة، والعسكريَّة، والثقافيَّة»، مشدداً على «دعم فرنسا الكامل بما يضمن وحدة العراق، وأمنه، وسيادته».
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وصل أمس الاثنين الى بغداد في زيارة رسمية لبحث العلاقات الثنائية بين بغداد وباريس، وبحسب وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية العراقية، فإن لودريان سيزور أربيل، ويختتم محطات زيارته إلى العراق بزيارة محافظة النجف الأشرف وأداء مراسم الزيارة إلى مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» ولقاء عدد من المرجعيات الدينية في المحافظة. 
 
وزير الخارجية الإيراني
إلى ذلك، استقبل رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح في قصر السلام، ببغداد، أمس الاثنين، وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والوفد المرافق له.
وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية، بأن صالح أكد خلال اللقاء حرص العراق على تعزيز علاقاته الثنائية مع الجارة ايران، مشيراً إلى أن هذا مطلوب ليس فقط لخدمة الشعبين بل لأمن واستقرار عموم المنطقة ايضاً، مشيراً الى أن العراق وإيران يشكلان ثقلاً كبيراً وتاثيراً مهماً في الساحتين العربية والاقليمية.
وأضاف رئيس الجمهورية، أن دول المنطقة اليوم أمام مسؤولية كبيرة تتمثل بتجاوز الازمات، واتباع الحل السياسي لتسوية المشاكل فيها، مشدداً على أن الظروف الصعبة والحساسة التي تشهدها المنطقة تحتم علينا تنسيق الجهود والعمل من أجل ايجاد حوار مشترك وبنّاء مع جميع الاطراف لتثبيت دعائم الاستقرار الاقليمي.
وجرى خلال اللقاء بحث التعاون المشترك بين البلدين وسبل تطويره، بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين، كما تم تبادل وجهات النظر بشأن الاحداث والقضايا العربية والدولية. 
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الايراني، عن رغبة بلاده بتوسيع آفاق التعاون والتنسيق الثنائي، مجدداً موقف بلاده الداعم لحكومة العراق وشعبه على مختلف الصعد.
في السياق، أفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، بأن «رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي أكد خلال استقباله وزير الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد جواد ظريف، أن سياسة العراق مبنية على إقامة أفضل العلاقات مع جيرانه كافة ويتطلع لمستقبل أفضل للعلاقات الثنائية مع الجمهورية الاسلامية».
وأعرب عبد المهدي، بحسب البيان، عن «ارتياحه للمباحثات الناجحة التي أجراها رئيس الجمهورية برهم صالح في طهران وأمله في أن تؤدي الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين الى تعزيز العلاقات الثنائية».
من جانبه، أكد ظريف «وقوف الجمهورية الاسلامية الى جانب العراق وحكومته وتعزيز نظامه السياسي والديمقراطي والسعي لتوسيع العلاقات بين البلدين في جميع المجالات».
كما استقبل رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، في مبنى المجلس بحضور نائبيه وعدد من أعضاء مجلس النواب، وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف والوفد المرافق له.
وأفادت عدة بيانات للدائرة الإعلامية لمجلس النواب تلقتها «الصباح»، بأنه في مستهل اللقاء رحب رئيس مجلس النواب بالوزير الضيف، مشيرا إلى أن العراق حريص على أن يكون نقطة التقاء بين الدول، وأن تكون علاقاته منفتحة ومتوازية مع دول الجوار والإقليم ضمن مبدأ احترام السيادة وحسن الجوار والمصالح المتبادلة.
ودعا الحلبوسي إلى تنشيط التعاون بين العراق وإيران في الملفات ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها ملف المياه الذي أثر في المواطنين العراقيين في فصل الصيف الماضي، مؤكدا ضرورة إنهاء هذا الملف، فضلا عن التعاون في مجال الطاقة، وأشار الحلبوسي إلى حرص مجلس النواب على تعزيز العلاقات البرلمانية وتفعيل لجان الصداقة المشتركة بما يخدم مصلحة البلدين.
بدوره، أبدى النائب الاول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي، تطلع العراق الى تطوير العلاقات في شتى المجالات مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية، مؤكدا ضرورة تنسيق وتعزيز الجهود في مواجهة التحديات المشتركة.
وأكد الكعبي ضرورة توحيد الرؤى بين جميع دول المنطقة لإرساء أسس الامن والاستقرار وتجفيف منابع الارهاب، معرباً عن أمله بأن تتكلل زيارة ظريف لبغداد والمحافظات بالنجاح، وأن تكون مثمرة ومؤطرة بتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي والمساهمة في إعادة إعمار العراق. 
من جانبه، رحب النائب الثاني لرئيس البرلمان بشير حداد، بزيارة ظريف والوفد المرافق الى بغداد، متمنياً له نجاح زيارته الى محافظات أربيل وكربلاء والسليمانية والنجف الأشرف، والخروج بنتائج طيبة وتأسيس مرحلة قادمة من التعاون المشترك وعلاقات متوازنة بين البلدين.
وأضاف حداد، نتطلع الى بناء علاقات أوسع مع الجمهورية الإسلامية وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة بين العراق وإيران، والدولتان لهما تأثير كبير ومباشر في استقرار المنطقة، والزيارة المرتقبة للرئيس روحاني ستدفع بالتأكيد الى توثيق العلاقات بيننا، ولاسيما ان هناك مشتركات تاريخية وثقافية بين الشعبين الجارين.
من جانب آخر، قال بيان لمكتب رئيس تحالف الاصلاح والاعمار السيد عمار الحكيم، أن الحكيم استقبل بمكتبه في بغداد، وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، بحضور قيادات التحالف.
وأكد الحكيم خلال البيان، أن، على دول المنطقة أن تفهم طبيعة التحالفات السياسية في العراق العابرة للعناوين المذهبية والقومية باتجاه العنوان الوطني والوقوف على الحياد الايجابي بينها، مبينا أن، تحالف الاصلاح والاعمار بما يمثله من تنوع وبمقابله تحالف البناء بما يمتلكه من تنوع متغير مهم وايجابي ومؤسس لمرحلة تحالفات قادمة على تشكيل جناحي العملية السياسية الموالاة والمعارضة.
وأضاف أن، العلاقة بين ايران والعراق علاقة ستراتيجية وإن العراق داعم لايران في ما يتعلق بالعقوبات والحصار المفروض عليها، معتبرا العقوبات الاحادية سابقة خطيرة في العلاقات الدولية والالتزام والامتثال للقانون الدولي والسياقات الدولية في ذلك.
ودعا الحكيم الى علاقات اكبر من منطلق المصالح المشتركة في مجال الاقتصاد والعلاقات الاقتصادية ومكافحة الارهاب، مشيرا الى أن العراق يمر بمرحلة جديدة طوى صفحة الانتخابات وشكل حكومة جديدة، وتابع، إن الانسحاب الاميركي من سوريا وعودة السفارات العربية لدمشق تمثل مؤشرا ايجابيا، مطالبا باستكمال ملف الحل السياسي والسلمي في سوريا وفي اليمن.
من جهته، أشاد ظريف بالدور السياسي الذي لعبه السيد عمار الحكيم وتحالف الاصلاح والاعمار، واصفا سياسته بـ «الحكيمة»، وأكد أن ترسيخ الديمقراطية العراقية محط اعتزاز وفخر الجمهورية، كاشفاً عن زيارة قريبة للرئيس الايراني حسن روحاني للعراق.
كما التقى وزير الخارجية الإيراني، أمين عام منظمة بدر هادي العامري، وقال ظريف خلال اللقاء، «لنا الفخر أن نلتقي بعلم من أعلام المقاومة والديمقراطية، كما انني سعيد أن التقي بتحالف عابر للقومية والطائفية كتحالف البناء». 
وأضاف ظريف، أن «ما تحقق من نصر كبير على داعش يعود الفضل فيه للشعب العراقي المقاوم»، مؤكدا أن «العراق استطاع أن يتجاوز الطائفية والعرقية وهذا نصر كبير بالاضافة للنصر العسكري»، مشيراً إلى أن «جميع زياراتي للدول هي قصيرة جدا لا تتجاوز يوما واحدا، باستثناء العراق زيارتي له ستكون خمسة أيام وهذا يدل على اهتمامنا واعتزازنا بالعراق»، وأضاف، «نتطلع الى علاقات اقتصادية سياسية مع العراق، ونرحب بأي خطوة يقوم بها العراق بتقريب وجهة نظرنا مع الآخرين».
والتقى ظريف خلال زيارته الحالية، رئيس ديوان الوقف السني الشيخ عبد اللطيف الهميم، وقال بيان لمكتب الهميم تلقته «الصباح»: ان «رئيس الوقف السني عبد اللطيف الهميم استقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وبحث معه مجمل الاوضاع السياسية والدينية في المنطقة»، وأضاف ان «الهميم  أكد لظريف أن الدفاع عن ايران بوجه العقوبات الاميركية هو واجب 
شرعي».
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قد وصل إلى بغداد أمس الأول الأحد رفقة وفد رفيع، حيث التقى فور وصوله وزير الخارجية محمد علي الحكيم، وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، بهرام قاسمي، بأن ظريف يرأس في زيارته الى العراق وفدا سياسيا واقتصاديا رفيع المستوى يضم فريقا من رجال الاعمال الايرانيين للمشاركة في ندوات تجارية تقام في عدد من المدن العراقية وتحديدا كربلاء والسليمانية.