هل يمكن الاستفادة من عهد الرئيس المنتخب جو بايدن؟

الرياضة 2020/11/10
...

محمد صالح صدقيان 
 
لم يشهد المجتمع الدولي تفاعلا مع الانتخابات الرئاسية الاميركية كالذي شهدها في انتخابات هذا العام، مَردّ هذا التفاعل “غير المسبوق” السياسة التي انتهجها الرئيس دونالد ترامب مع جميع الملفات والمنظمات الدولية الامر الذي بات الجميع يحبسون انفاسهم لنتائج هذه الانتخابات؛ ناهيك عن المشكلات المتعددة التي اصابت المجتمع الدولي من جراء “جائحة كورونا”.
اربع سنوات “2016- 2020” عاش العالم حالة من الفوضى غير الخلاقة بسبب زيادة التوتر وانخفاض هامش الامن والاستقرار، هذا الامر لم يقتصر على منطقة الشرق الاسط؛ بل انه ترك بصمات واضحة على الدول الاوروبية واسيا وافريقيا كما ان كندا واستراليا ايضا لم تسلم من تداعياته بشكل او بآخر .
في المبدأ؛ يجب ان لا نتوقع الصورة الوردية التي يرسمها البعض لمرحلة الرئيس المنتخب جو بايدن؛ وان التطورات ستسير على مقاسات تطلعات شعوب المنطقة وامنياتها في الامن والاستقرار والاستفادة الوطنية من ثرواتها وخيراتها، ان العالم مقتنع ان الولايات المتحدة دولة كبيرة ولها هيمنتها على العالم بقوتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية؛ لكنه مقتنع ايضا ان هذه القوة يجب ان لا تكون على حساب شعوب المجتمع الدولي خصوصا في ظل التطورات الكبيرة التي حدثت على الصعيد الدولي والاقليمي . 
منطقتنا التي اجهدتها الازمات والحروب والتوتر ليست مستثناة من هذا الامل وان كان بسيطا . الازمة السورية وان كانت قد تخطت مرحلة صعبة لكنها تتطلع الى البصمات النهائية . الحرب في اليمن اتعبت محركيها قبل ان تتعب اصحابها . لبنان ينتظر الفرج لمعالجة مشكلته الاقتصادية والسياسية والامنية . الشعب الفلسطيني على مفترق طريق بين صفقة القرن وحل الدولتين بعدما شعر بغدر الاصدقاء قبل الاعداء . دول مجلس التعاون الخليجي منقسمة على نفسها بعد تداعيات عزل قطر وعدم امكانية حسم الملف اليمني . ايران ما زالت عينها على الاتفاق النووي المسجى في غرفة العناية المركزة وهي تنتظر من يضخ فيه روح الحياة وازالة العقوبات .
يجب ان نقتنع ان نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية ستوفر “فرصة” مهمة لدول الشرق الاوسط بعيدا عن الرابح او الخاسر من هذه الانتخابات ؛ وان دول هذه المنطقة ستكون محظوظة اذا نجحت في استغلال هذه “الفرصة” بما تملك من امكانات . ربما ان بعض الانظمة السياسية ستكون مؤهلة اكثر من غيرها في الاستفادة من هذه “الفرصة”. لكن توفر الارادة السياسية ؛ والشعور بالمسؤولية ؛ والنظر للامام ؛ وجعل ماحدث رغم قساوته خلف ظهورنا عملية تتطلب الكثير من الوعي والكياسة السياسية .