اتفاق وقف شامل لإطلاق النار في ناغورني قره باغ

قضايا عربية ودولية 2020/11/10
...

  يريفان: وكالات
 
عقب أكثر من شهر على القتال العنيف، وقعت أرمينيا وأذربيجان ليل الإثنين على الثلاثاء، اتفاقا لـ “وقف شامل لإطلاق النار” في إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي برعاية موسكو، وذلك بعد ستة أسابيع من المعارك الدامية.
وأعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أنه وقع على اتفاق وقف القتال في إقليم قره باغ بتوصية من قيادة القوات المسلحة، وقال باشينيان في كلمة له امس الثلاثاء: «الجيش قال إن علينا التوقف، لأن لدينا مشكلات معينة واحتمالات حلها غير واضحة، والموارد نفدت»، مشيرا إلى وجود عدد من المشكلات في عمل القوات المسلحة، منها أنه كانت هناك عشرات الحالات عندما لم يسمح سكان مناطق معينة للجيش بإعادة نشر قواته، إضافة إلى مشكلات في التجنيد، والمستوى المتدني القدرة القتالية لفصائل المتطوعين، وحالات الفرار من الخدمة. 
وأكد باشينيان أن محتوى البيان بشأن وقف القتال في قره باغ “ليس لصالح الجانب الأرميني، لكن لو لم يتم توقيعه، لكان ذلك سيؤثر سلبا في قدراتنا القتالية”، ويتضمن الاتفاق، إعادة بعض المناطق لأذربيجان وانسحاب القوات الأرمينية ونشر قوات روسية لحفظ السلام على خط التماس الجديد في الإقليم. 
بدوره، أعلن الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، أن مهمة روسية تركية مشتركة، ستوكل لها عملية حفظ السلام في منطقة قره باغ، معربا عن ارتياحه لوضع “النقطة الأخيرة” في تسوية النزاع بمنطقة قره باغ، مشيرا إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يصب في مصلحة باكو ويريفان، كما عبر علييف عن ثقته بأن الاتفاق سيؤدي إلى سلام دائم وسينهي إراقة الدماء، واصفا إياه بأنه “اتفاق تاريخي». 
وأكد علييف، أنه سيتم نشر 1960 عسكريا روسيا في منطقة النزاع، وأن القوة الروسية ستبقى في المنطقة 5 سنوات مع إمكانية التمديد في حال عدم اعتراض أذربيجان وأرمينيا، وأضاف أن أرمينيا وافقت على تسليم السيطرة على 3 مناطق متاخمة لقره باغ لأذربيجان، الأولى منها بحلول 15 تشرين ثاني الجاري والأخيرة حتى 1 كانون اول المقبل، وشدد رئيس أذربيجان كذلك على أن روسيا ستحظى “بدور خاص” في تسوية النزاع بقره باغ، سيبقى بارزا في المستقبل أيضا.    
بدورها أكدت الخارجية الروسية، أنه لن يتم نشر أي قوات حفظ سلام إلا روسية في إقليم قره باغ بعد توقيع  اتفاق وقف القتال في المنطقة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في حديث إذاعي: “نقطة مهمة أود أن ألفت انتباهكم إليها تتعلق بقوات حفظ السلام. نحن نتحدث عن قوات حفظ السلام التابعة لروسيا على طول خط التماس في قره باغ”.
وذكرت المتحدثة أن محادثة هاتفية جرت بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، تضمنت تبادل الأراء حول الخطوت اللاحقة التي يجب اتخاذها في ظل الوضع الحالي.
وفشلت محاولات عديدة سابقة لوقف إطلاق النار برعاية موسكو وباريس وواشنطن التي تتشارك رئاسة مجموعة مينسك المكلفة منذ عام 1994 إيجاد حل للنزاع. 
من جانبه، قال أرايك هاروتيونيان رئيس جمهورية قره باغ غير المعترف بها: إن جيش الدفاع في قره باغ، لم يكن يملك أسلحة حديثة.
وأضاف هاروتيونيان: “لم تكن هناك أسلحة حديثة في قره باغ، وسيتعين على المذنبين في ذلك تحمل المسؤولية»، ووفقا له، “ألحقت الطائرات بدون طيار الأذربيجانية، أضرارا كبيرة بجيش الدفاع في قره باغ، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم يصنع الجيش الأرميني أسلحة مماثلة”، وقال: “سيتحمل مسؤولية ذلك، كل من تولى مناصب المسؤولية على مدى العقود الماضية».