مخاوف من خطط ترامب قبل انتهاء ولايته

قضايا عربية ودولية 2020/11/14
...

 
 بيروت : جبار عودة الخطاط
 
أقلّ من سبعين يوماً تفصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تأريخ 20 كانون الثاني المقبل الذي يفترض أن يسلم فيه مفاتيح البيت الأبيض للرئيس المنتخب جو بايدن، غير أن المراقبين داخل وخارج أميركا يحذرون من خطوات بالغة الخطورة لترامب، كما يعتقدون خلال هذه الفترة، لتنفيذ عمليات عسكرية، وأمنية تطال بنيرانها لبنان، وإيران، وسوريا، وهو ما من شأنه أن يدخل بيروت وعواصم أخرى في عين العاصفة.
هذه الاوساط لا تستبعد مواجهة لبنان والمنطقة تحديات خطيرة، فالرئيس الناقم مما آلت اليه الانتخابات، ومعه إسرائيل يريدان استثمار ذلك في عمل ربما يشعل المنطقة، مصادر لها صلة بالبعثات الدبلوماسية في بيروت أشارت الى صدور تحذيرات من دبلوماسيين أجانب من مغبة حصول عمليات امنية، ربما يكون لها وقع كبير في إيران ولبنان وسوريا في هذه الفترة، فترامب اليوم، وفقاً لتلك المصادر، لديه نزعة لا تخلو من المخاطرة غير المحسوبة، وثمة "بنك أهداف" جاهز لديه يرتبط بمواقع حساسة في إيران وخارجها، حيث المواقع الخاصة بقوى يعدها مرتبطة بطهران.
المعلومات تفيد بأن العمليات المحتملة ربما ستطال شخصيات وقيادات مؤثرة، ولدى الرئيس الأميركي رغبة في تكرار عمليات مشابهة لاغتيال الجنرال الإيراني الشهيد قاسم سليماني، ويأتي إرسال ترامب لوزير خارجيته بومبيو الى المنطقة، لوضع الحلفاء أمام احتمال حصول تطورات، لن يكونوا بمنأى عن تداعياتها.
هذه المحاذير والتوقعات عززتها مغادرة السفيرين السعودي والإماراتي بيروت،الى بلديهما بشكل مفاجئ، فضلاً عن تحذير السفارة الكندية في بيروت لمواطنيها في لبنان من خطر أعمال إرهابية وعمليات عسكرية، قد تشمل تقريبا جميع المناطق اللبنانية، هذه المعطيات تشي بأن لبنان ربما هو مقبل على حصول شيء ما بالغ الخطورة، غير أن واشنطن وتل أبيب، كما تفيد المعلومات، قد وصلتهما رسائل قوية، تحدثت عن أن واشنطن ستفتح "أبواب جهنم" على وجودها بالمنطقة، وعلى إسرائيل، إذا حصلت أي حماقة.
الباحث اللبناني إبراهيم ناصر الدين يعلق على هذه المعلومات بقوله: "لن يكون ترامب قادراً على الذهاب الى حرب واسعة في الشرق الاوسط، وخصوصاً ضد إيران، لأن سلطة إعلان الحرب في الفترة الانتقالية تبقى من صلاحيات الكونغرس، وما لم يكن هناك خطر على الأراضي الأميركية، فإنه غير قادر على توريط بلاده، في حرب، وهذا لا يمنع من حصول ضربات منتقاة، وموضعية لمراكز حساسة (نووياً) في إيران، لمحاولة نسف أي تفاهم محتمل، بين طهران، وبايدن".
الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، من جانبه دعا حلفاءه إلى اليقظة، والحذر الشديد لمواجهة أي عدوان أميركي، أو إسرائيلي محتمل، خلال الشهرين الأخيرين، من ولاية ترامب، مشيراً في كلمة له، الى عدم تعليق آمال كبيرة على إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، وأن الثابت الأول للإدارات الأميركية المتعاقبة"هو مصلحة إسرائيل"، مشدداً على أن "حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ هي أسوأ، الحكومات الأميركية المتعاقبة، وهي الأشد وقاحة، وعنجهية، وتكبراً، وإرهاباً"، بحسب قوله.
في السياق، رئيس المخابرات الأميركية السابق، جون برينان، حذر مما قد يقدم عليه ترامب، الذي وصفه بـ "الغاضب" خلال هذه الفترة، وقال في تصريحات لشبكة "سي.إن.إن" الأميركية: "أنا قلق للغاية مما يمكن أن يفعله قبل يوم 20 كانون الثاني، قلق مما يمكن أن يفعله هذا الرئيس الغاضب، وإمكانية تهوره".
وأضاف"ما يمكن أن يفعله يثير قلقي، لأنه يقوم بأعمال، مثل وضع أشخاص في مراتب عالية بوزارة الدفاع، وهم أشخاص غير مؤهلين، ما يبعث بإشارة مقلقة حقًا إلى قواتنا والجيش، بالإضافة إلى الأمم حول 
العالم".
وكان ترامب أقال الاثنين الماضي وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، وعين مكانه كريستوفر ميلر، تبعت ذلك عدة استقالات لمسؤولين مرموقين، كان آخرها ما أعلنه أمس الجمعة نائب رئيس الأركان الأميركي أليكسيس روس، لينضم إلى رئيس    الأركان جين ستيوارت ، وكبار مسؤولي البنتاغون المشرفين على الدفاع، والاستخبارات ممن استقالوا.
أما صحيفة "نيويورك تايمز"، فأكدت أن مسؤولين في البنتاغون أعربوا سراً عن تخوُّفهم من إمكانية إطلاق الرئيس دونالد ترامب عمليات علنية، أو سرية، وأنهم لا يستبعدون شن عمليات ضد إيران، أو خصوم آخرين في أيامه الأخيرة في السلطة.