معارك عنيفة بين الجيش المغربي و {البوليساريو»

قضايا عربية ودولية 2020/11/15
...

 عواصم: وكالات 
 
 
يبدو أن الصراع القديم الذي دام لعقود بين المملكة المغربية وجبهة "البوليساريو" في الصحراء المغاربية، تجدد خلال الـ24 ساعة الماضية، فبعد أن أعلنت السلطات المغربية توجه قوات إلى منطقة الكركرات لبسط السيطرة وإحلال السلام عقب خرق اتفاق وقف إطلاق النار؛ أفادت وكالة الأنباء التابعة لجبهة "البوليساريو"، بان "جيش التحرير الشعبي الصحراوي شن هجمات مكثفة على قواعد للجيش المغربي في قطاعات المحبس وحوزة وأوسرد والفرسية، مما أسفر عن سقوط خسائر في الأرواح".
وقالت الوكالة التابعة لـ "البوليساريو": إن "المحافظة السياسية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي أكدت في بيان لها، أن عدة مواقع معادية قد تعرضت لضربات مقاتلينا البواسل على طول جدار (العار) المغربي"، بحسب تعبيرها، مشيرة إلى أن ذلك يأتي رداً على "إقدام الجيش المغربي على مغامرة يائسة متجسدة في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع بمنطقة الكركرات".
وأضاف البيان، أنه "وعلى إثر هذه العملية الغادرة مباشرة قام أسود جيش التحرير الشعبي الصحراوي بالتصدي وبضراوة لتقدم التشكيل المعادي، وتمكنت من تأمين وحماية تنقل مجموعات المجتمع المدني الصحراوي التي كانت في المكان ذاته".
من جانبه، أكد وزير الإعلام في جبهة "البوليساريو"، حمادة سلمى، أن التهور المغربي في منطقة الكركرات أعاد المنطقة إلى المربع الأول"، مشدداً على أن "الشعب الصحراوي مصمم على انتزاع حقه في تقرير المصير مهما كان الثمن".
وقال حمادة سلمى: إن "الشعب الصحراوي فقد ثقته في قدرة الأمم المتحدة على إنصافه وإقرار حقه غير القابل للتصرف في تنظيم استفتاء حر ونزيه، لتقرير المصير، وإنهاء آخر احتلال في القارة الافريقية، وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية".
وأضاف، أن "الحرب التي فرضها علينا الاحتلال المغربي بدأت، ولن تعود الأمور إلى ما كانت عليه من دون أن يتم ردع النظام المغربي، المسؤول طيلة هذه الفترة على عرقلة الحل السلمي في المنطقة"، موضحاً أن "القوات المغربية قامت فجر الجمعة, بفتح ثغرتين جديدتين الى جانب الثغرة الأولى غير الشرعية في جدار الذل والعار في خرق صارخ لوقف إطلاق النار"، بحسب تعبيره.
واعلن المغرب امس الاول الجمعة انه اطلق عملية عسكرية في منطقة الكركرات العازلة في الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، بينما ردت جبهة "البوليساريو"، معتبرة أن العملية أنهت وقف إطلاق النار بين الجانبين المعمول به منذ 30 عامًا، وأن "الحرب بدأت".
وقالت وزارة الخارجية المغربية، في بيان، إن العملية تأتي بعد إقفال أعضاء من جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) منذ 21 تشرين الأول، الطريق الذي تمرّ منه خصوصا شاحنات نقل بضائع من المغرب نحو موريتانيا وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وأوضحت قيادة القوات المسلحة المغربية في وقت لاحق أنها "أقامت حزاما أمنيا من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة" في الكركرات.
بدوره، قال البرلمان المغربي : إن المغرب دولة قوية، تستطيع مواجهة الحركات البهلوانية التي تقوم بها "البوليساريو"، مؤكداً على أن "المرتزقة لا يفهمون لغة الحوار".
وأكد البرلمان مساندته لـ "الرد الحازم للجيش المغربي على عرقلة مليشيات البوليساريو لحركة النقل في منطقة الكركرات بالصحراء المغربية"، معلنين "الدعم للقوات المسلحة المرابطة في الثغور، وكذا ردها الحازم والمضبوط والذي أعاد الأمور إلى نصابها"، بحسب تعبير البرلمان المغربي.
وما أن قرعت طبول الحرب في الصحراء المغاربية؛ حتى لاحت بوادر انشقاق جديد في المواقف العربية، حيث أعلنت كل من السعودية والإمارات والأردن تأييدها للحكومة المغربية وخطواتها في منطقة "الكركرات"، بينما وقفت الجزائر، كالعادة، داعمة لجبهة البوليساريو، بينما يرتقب أن يصدر موقف قطري مغاير لموقف دول "المقاطعة".
وينذر خلاف حول الصحراء الغربية بتفجر جولة جديدة من الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تسعى للاستقلال، وتعادل الصحراء الغربية مساحة بريطانيا لكنها قليلة الكثافة السكانية وتنعم باحتياطيات الفوسفات ومناطق الصيد الغنية، وطالب المغرب بالسيادة على المنطقة عندما كانت تحت الحكم الاستعماري الإسباني، في الوقت نفسه، شكل الصحراويون الذين يعيشون هناك جبهة البوليساريو للضغط من أجل الاستقلال.