جانا راندو
ترجمة: شيماء ميران
بعد أن قاد التصنيع الألماني الانتعاش الاوروبي المتفاوت خلال الشهر الماضي، يكاد يكون من المؤكد أن هذا الانتعاش سيخرج عن مساره بسبب القيود المشددة الجديدة لاحتواء جائحة (كوفيد - 19).
فقد شهد الشهر الماضي زيادة رابعة على التوالي في إنتاج منطقة اليورو الصناعية، بتلقي دعم طلب أقوى من داخل وخارج المنطقة. ورغم تفاؤل الشركات بشأن الإنتاج المستقبلي، لكنها مستمرة
بتسريح الموظفين.
يقول الخبير الاقتصادي في شركة (IHS Markit) كريس ويليامسون: "لقد ازدهرت منطقة اليورو الصناعية خلال الشهر الماضي، إذ فاقت معدلات تزايد الإنتاج والطلبات بنحو نادر العقدين السابقين. وبينما بيانات الإنتاج خلال الربع الرابع تبشّر بخير، إلّا أن التوسعات غير منتظمة بنحو مقلق".
ورغم أن ألمانيا كانت الممثل البارزن إذ استفادت من الطلب القوي على السيارات وتجارة الآلات والمعدات، لكن كلّاً من النمسا وايطاليا واسبانيا شهدت توسعات قوية أيضاً.
لقد كان التصنيع مرنا نسبيا في مواجهة تفشي الجائحة. إذ رسمت التقارير الواردة عن آسيا في الشهر الماضي صورة متفائلة، ففي الصين استمر نمو المصانع وانتعاشها الاقتصادي ما يعطي دفعة تحفيزية لبقية المنطقة.
ومع أن خدمات منطقة اليورو واجهت صعوبات مع العملاء المترددين، لكن الحركة التجارية ستشهد تدهورا حادا خلال الشهر الحالي عندما سيتم إغلاق المطاعم والفنادق والمحال في العديد من أجزاء القارة.
وكان البنك المركزي الاوروبي قد أشار بالفعل الى أن المزيد من التحفيز النقدي سيكون ساريا خلال شهر كانون الاول المقبل. كما أعلنت الحكومات دعما جديدا لمساعدة الشركات خلال الازمة، والاحتفاظ بالوظائف لكي يتمكن العملاء من مواصلة الإنفاق. يقول ويليامسون: “بينما يكون التصنيع ككل مزدهرًا في الوقت الحالي، فإن استدامة الانتعاش ستعتمد على عودة السلوك المعيشي الى طبيعته وتقوية أسواق العمل. ونظرا للموجة الثانية المفترضة للاصابة بالفيروس، لا يزال هذا يبدو بعيد المنال”.
عن بلومبيرغ