سعد الطائي
تعد الموانئ أحد أهم المنافذ لدول العالم، كونها الشريان الذي يربط الدولة مع الدول الأخرى بواسطة النقل البحري. وجميع الدول التي لا تملك هذه الميزات المهمة، تعاني من صعوبات جمة لا يمكن لأنواع النقل الأخرى التعويض عنها.
وفي بلدنا الذي لا يملك إلّا منفذاً بحرياً واحداً يتمثل في محافظة البصرة والذي يتوافر على عدد محدود من الموانئ تتولد الحاجة الماسة الى تطوير الموانئ القائمة حاليا والعمل على توسعتها بالشكل الذي يلبي حاجات العراق الاقتصادية المتزايدة، وبما يواكب التطور الاقتصادي والزراعي والصناعي والعمل على انشاء موانئ جديدة تتمكن من استيعاب توسع الحركة التجارية مع بقية دول العالم سواء لعمليات التصدير او الاستيراد للبضائع والمنتجات المختلفة، وبما يعزز من مكانة الاقتصاد العراقي ويدعمه في السعي لأن يكون اقتصاد رائداً في المنطقة. من هنا يتوجب على الجهات المختصة في بلدنا إيلاء ميناء الفاو الكبير الأهمية التي يستحقها والعمل على إنجازه بالسرعة القصوى وبالشكل الذي يحقق أقصى فوائد ممكنة للاقتصاد العراقي، ومما ينعكس ايجابياً في المستقبل على الحركة التجارية للعراق ويحقق اقصى الارباح والمردودات من إنجازه، فضلاً عن ضرورة توسيع الموانئ الموجودة حالياً وزيادة طاقتها الاستيعابية وتنظيم عملها وفق أحدث الاساليب والطرق والتقنيات الحديثة، وبما يجعلها تؤدي الدور المطلوب منها بأقصى النتائج المرجوة وبالشكل الذي يفوق النتائج المستحصلة في الماضي الذي يسبق عمليات التطوير.
إنّ تطوير الموانئ العراقية وزيادة طاقاتها الاستيعابية سينعكس ايجابياً على مجمل الاقتصاد العراقي بفوائد كثيرة جداً، فتطوير هذا القطاع الحيوي والمهم يعد ركيزة أساسية لتطوير اقتصادنا الوطني، ذلك انه يساعد بشكل كبير على تسهيل عملية انسيابية تصدير البضائع والسلع والمواد الخام المنتجة محلياً الى الخارج، وزيادة انسيابية عملية استقبال وتفريغ وشحن البضائع والسلع والمنتجات المستوردة من مختلف دول العالم. كما أنّ ذلك سيضمن اختصار المدة الزمنية في انجاز هذه العمليات والتقليل من التعقيدات الروتينية المصاحبة لها، وبالشكل الذي يختصرها الى وقت اقل بكثير مما هو متاح حالياً. لذا فإنه من الضروري جداً ايلاء موضوع تطوير الموانئ العراقية الأهمية التي تستحقها، ويضمن تحسين أدائها مستقبلا.
ذلك أن هذا النوع من النقل يضمن مزايا ستراتيجية للدولة بشكل يفوق المزايا المتوافرة في أنواع النقل الأخرى. مما يحتم العمل على تطويره بالصورة التي تناسب الأهمية التي يشكلها والمكانة المتفوقة التي يحظى بها مقارنة بالأنواع الأخرى. فضلاً عن ضرورة مراعاة التطورات العالمية الجارية في المجالات التجارية خصوصاً والاقتصادية عموماً، وما تتجه اليه من زيادة وتعميق وتوسيع عمليات التبادل التجاري لمختلف أنواع السلع والمنتجات من أجل الوصول الى تجارة حرة تحقق لها أقصى المكاسب الاقتصادية.