تطوير السكك الحديديَّة

اقتصادية 2020/11/23
...

سعد الطائي
 
تعد السكك الحديدية إحدى وسائل النقل المهمة في أي بلد من العالم، وذلك لمدى مساهمتها في النشاطات الاقتصادية المختلفة ودورها الكبير في عملية نقل المسافرين والبضائع والسلع بجميع أنواعها ولمختلف المناطق الجغرافية وتوزيعاتها
المتعددة.
وفي بلدنا ورغم مرور أكثر من مئة عام على انشاء السكك الحديدية إلّا أنّها لا تلقى الاهتمام الكافي والمناسب لها وما تسهم به من دور اقتصادي كبير في الاقتصاد الوطني وتحريك العجلة الاقتصادية في البلد، لو قامت بدورها بالشكل الوافي.
الامر الذي يوجب على الجهات المختصة في بلدنا إيلاء السكك الحديدية الأهمية التي تستحقها سواء بتطوير الموجود منها حالياً والعمل على جلب أحدث القطارات وأسرعها، والعمل على التوسع في مسارات السكك الحديدية ومدها الى نقاط أخرى لتشمل جميع المدن والمناطق التي لا تتوافر فيها هذه الخدمة.
إن تطوير السكك الحديدية له منافع اقتصادية كبيرة يمكن أن تشمل آثارها الإيجابية جميع مناحي النشاطات الاقتصادية وبالشكل الذي يحقق مكاسب كبيرة توازي حجم الاهتمام الذي يتم إيلاؤه لها.
فيمكن عن طريق القطارات الحديثة والفائقة السرعة نقل مختلف أنواع المواد الأولية الى المصانع الإنتاجية اذا كانت في أماكن متباعدة، فضلاً عن نقلها للمحاصيل الزراعية من مناطق الإنتاج الى نقاط الاستهلاك بالسرعة القصوى، ونقل مختلف أنواع البضائع والسلع من والى الموانئ والمنافذ الحدودية البرية وهو ما يسهل عملية التبادل التجاري ويقلل من كلف النقل الذي يتم بواسطة وسائط النقل الأخرى، ذلك أن عمليات النقل والشحن بواسطة السكك الحديدية هي أقل مقارنة بوسائط النقل الأخرى ذات التكلفة العالية.
ويمكن عن طريق ذلك زيادة الربط الاقتصادي لجميع مدن وأرياف ومناطق العراق المختلفة وزيادة عمليات نقل وتبادل وتسويق جميع المنتجات والسلع فيما بينها، وبذلك فإنها تسهم بشكل كبير جداً في تحريك عجلة الاقتصاد العراقي لمعدلات مضاعفة، فسرعة النقل والتبادل عاملان مهمان في المعادلة الاقتصادية والوصول الى تحقيق المردودات المالية منها.
إنّ الاهتمام بالسكك الحديدية في بلدنا وزيادة طاقتها الاستيعابية الحالية في عمليات نقل البضائع والسلع المختلفة وتزويدها بالقطارات الفائقة السرعة وبما يتواكب مع التطورات التكنولوجية العالمية الحالية والعمل على التوسع في خطوط جديدة تربط مدن ومناطق أخرى غير مخدومة بالربط الحالي والعمل على إعداد دراسات علمية للجدوى الاقتصادية منها وما يمكن أن تسهم به في زيادة النشاط الاقتصادي هي أمور غاية في الأهمية سوف تنعكس بالإيجاب بشكل كبير مستقبلاً على اقتصادنا 
الوطني.