المتنبِّي في اتحاد الأدباء

ثقافة 2019/01/23
...

 
بغداد / ابتهال بليبل
أقام نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب في العراق، ضمن فعالياته الأسبوعية جلسة عن الصورة البلاغيّة في شعر المتنبّي، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين. 
بدأت الجلسة التي أدارها الدكتور محمد حسن الحلّي بالحديث عن ضيف الجلسة الأستاذ في كلية التربية للبنات الدكتور حسين منديل العگيلي ومشواره الإبداعي في التأليف والكتابة.   
وافتتح الضيف المحتفى به كلمته بالشكر والثناء على الحضور، قائلا: موضوع الجلسة كان اسمه الانزياح الأسلوبي في شعر المتنبّي، وأنا حقيقة تخصصي في اللغة العربية وليس الادب، ولكني أخذت الدكتوراه في الادب/الأسلوبية..  ومنذ بداياتي في الدراسات كنت اطلب ان أدرس شيئا في ديوان المتنبّي، لكني قبلت في قسم اللغة، ورغم أن اللغة غير الادب، لكني وفقت بين المتنبّي وقسم اللغة، لذلك كانت مؤلفاتي عن المتنبّي من جانب اللغة وليس من جانب 
الادب.   
وركّز العگيلي خلال حديثه على الصورة في شعر المتنبي، وحاول تعريف الصورة التي هي مأخوذة من فن الرسم تبدو للوهلة الاولى من فهمنا الانطباعي للغة، او كأنّها لوحة، وقد تكون مشهدا، اذا انتقل بها النقد الحديث إلى الشعر، لان الشاعر، يرسم بالكلمات، وهي غير محددة، قد تأتي استعارة، أو تشبيهاً، وربما المجاز بشكل عام، ومن هنا لا يمكن أن نعرف الصورة بتعريف محدد، لأنّها متشعّبة وتعتمد على الكثير من الامور، وخاصة في الادب الحديث الذي تناول مختلف العلوم عند تعريفها.
وبيّن المحتفى به، أنّه برغم وجود شعراء كبار، إلّا أنّ المتنبي خُلق شاعراً، كونه يختزل تاريخ الشعر والعصور.. من الصور المبتكرة لديه، والتي قد لا يكون لأحد قدرة أن يصف مرضاً أو حمى بهذا الوصف..  وإذا لم يعرف هو الشاعر فإنّه يصف الحمى، لا يعرف المتلقي وكأنّما يصف حبيبة لأنّه سمّاها زائرتي: 
(وزائرتي كأنَّ بها حياءً/  فليس تزور إلّا  في الظلام/  فرشتُ لها المطارف والحشايا/  فعافتْها وباتتْ في عظامي/  يضيقُ الجلد عن نفسي وعنها/  فتُوسعهُ بأنواع السقام/  اذا ما فارقتني غسْلتني/  كأنّا عاكفان على حرام/  كأنّ الصبحَ يطردها فتجري/  مدامعُها بأربعة سجام/  أراقب وقتها من غير شوقٍ/  مراقبة المشوق المستهام/ ويصدقُ وعدُها والصدقُ شرٌّ/  إذا ألقاكَ في الكربِ العظام ).