البرلمان الإيراني يصوّت على رفع نسبة تخصيب اليورانيوم

قضايا عربية ودولية 2020/11/30
...

 طهران: وكالات 
 
 
صوّت البرلمان الإيراني، أمس الأحد، بالأغلبية الساحقة على مشروع قانون «الإجراءات الستراتيجية لإلغاء العقوبات»، والذي يشمل رفع تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20%، ويشمل القانون إعادة التصميم القديم لمفاعل «أراك» للماء الثقيل، وحضر الاجتماع البرلماني 232 نائبا من أصل 246، وصوتوا لصالح القرار، ويأتي قرار البرلمان الإيراني في ردٍ على حادث اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده.
وأكد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أن «مشروع قانون الإجراءات الستراتيجية لرفع العقوبات، سيحد من الأعمال الإرهابية التي يشنها العدو ضد إيران».
بدوره، أكد رئيس لجنة الطاقة بمجلس الشورى الاسلامي، فريدون عباسي، متابعة بدء عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪، ووقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإخراج جميع مفتشيها من مواقع البلاد، والانسحاب من الاتفاق النووي، موضحاً أن «دم الشهيد فخري زاده، سيغير بالتأكيد تحرك المجلس حيال البرنامج النووي».
المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أبو الفضل عموئي، أكد أن “الجهات الأمنية توصلت إلى معلومات مهمة بشأن اغتيال العالم فخري زاده”، وأضاف، “سنرد على عملية الاغتيال، وإسرائيل ترتكب خطأ ستراتيجيا إذا ظنت أن العملية ستبقى من دون رد”.
يذكر أن رئيس منظمة الابحاث والابداعات بوزارة الدفاع الايرانية الدكتور محسن فخري زاده، قتل عصر الجمعة أثر هجوم إرهابي مسلح على سيارته في ضواحي طهران.
وفي تعليق غريب ونادر، وصف المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA)، جون برينان، اغتيال العالم الإيراني، محسن فخري زاده، بـ”العمل الإرهابي والإجرامي”.
وأكد برينان، أن “ما وقع كان عملا إجرامياً ومتهوراً للغاية. يمكن أن تتمخض عنه عمليات انتقام، ما يؤدي إلى تصعيد جديد في الصراع الإقليمي”، وأضاف على صفحته في “تويتر”، انه لا يعرف ما إذا كان اغتيال فخري زاده قد تمت الموافقة عليه أو تنفيذه من قبل سلطات أجنبية، مضيفا أن “مثل هذا العمل من إرهاب الدولة سيكون انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وسيدفع الدول الأخرى لشن هجمات مميتة على المسؤولين الأجانب”.
وشدد برينان، على أن “هذا الاغتيال يختلف كثيرا عن الضربات ضد قادة التنظيمات والجماعات الإرهابية مثل القاعدة و(داعش)، وهي ليست دولاً ذات سيادة، هم مقاتلون غير شرعيين بموجب القانون الدولي، ويمكن استهدافهم من أجل وقف الهجمات الإرهابية المميتة”.
وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، “كشف عن نقاط ضعف في أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية”، 
وجاء في مقال نشرته الصحيفة، أن الهجوم الذي أسفر عن مقتل فخري زاده، يوم الجمعة، جاء دليلا على وجود أوجه قصور في المجال الأمني والاستخباراتي، كما أنه جعل الوضع في المنطقة أكثر خطورة قبل أقل من شهرين من تولي الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، صلاحياته ليتبع نهجا قد يؤدي إلى تجديد العلاقات الأميركية الإيرانية.
وفي حديث لـ “واشنطن بوست” صرح الصحفي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، بأنه “لن يفاجأ” إذا تبين أن إسرائيل هي التي تقف وراء تنظيم الاغتيال، مع أنه أشار إلى أنه لا يملك تأكيدات من الحكومة الإسرائيلية تدعم هذا الافتراض.
إلى ذلك، أكدت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده، خطوة في غاية الأهمية ضمن جهود إسرائيل لتقويض برنامج إيران النووي، وأفقدت طهران مصدراً لا بديل عنه للمعرفة في هذا المجال، ونقلت عن مصدر استخباراتي غربي قوله: إن “اغتيال العالم الذي يعد أباً لمشروع إيران الخاص بتطويل الأسلحة النووية، يمثل ذروة مخططات إسرائيل طويلة المدى لنسف هذا البرنامج”، وأشارت القناة إلى أن فخري زاده كان هدفا لعدد من رؤساء الحكومة الإسرائيلية ومدراء جهاز “الموساد”.