وأفاد بيان نشره المكتب الخاص للمرجع الأعلى اطلعت عليه “الصباح”، بأن “سماحة السيد السيستاني (دام ظلّه) استقبل في النجف الأشرف أمس الأربعاء كريم خان المستشار الخاص ورئيس الفريق التابع للأمم المتحدة للتحقيق حول جرائم داعش وجمع الادلة بشأنها، والسيدة نيكول الخوري الخبيرة القانونية في الفريق، ورحّب السيد السيستاني بتشكيل هذا الفريق الاممي، وأكّد على أهمية توثيق جرائم داعش - كما تم توثيق جرائم النازيين - وضرورة محاسبة مرتكبيها وتعريف العالم بمدى خطورة هذه الفئة الارهابية على الانسانية عامة”. 

وطالب المرجع الأعلى، بـ”بذل مزيد من الاهتمام بالجرائم البشعة التي استهدفت مكونات معينة كاليزيديين في سنجار والمسيحيين في الموصل والتركمان في تلعفر، ولا سيما جرائم سبي النساء وبيعهن واغتصابهن”، وشدد سماحته على “أهمية حماية الشهود الذين يتعاونون مع الفريق الدولي بإبعاد المخاطر عنهم ولا سيما الذين يسكنون في المناطق التي لا تزال توجد فيها عناصر غير ظاهرة للتنظيم الإرهابي”.

وذكر سماحته، أنه “من الضروري الاهتمام بتطبيع الاوضاع في الاماكن التي تضررت بالحرب وإعادة النازحين الى مناطقهم بعد إعمارها وتوفير الخدمات فيها، وقال إن هذا وإن كان واجب الحكومة العراقية ولكن على المجتمع الدولي مساعدتها في إنجازه”. 

وأضاف بيان المكتب، أن “رئيس الفـريـق الأمـمـي كـريـم خان، طلـب مـن سـماحـة الـسيـد (دام ظـلّـه) توجيه ضحايا داعش ولا سيما من النساء بمزيد من التعاون مع الـفـريـق الامـمـي وتـزويـدهـم بالمعلومات اللازمـة لعـملـهـم”.

وقال خان في تصريح صحفي عقب لقاء السيستاني، إن المرجع الاعلى السيد علي السيستاني أعطى توصيات مهمة للتعامل مع انتهاكات “داعش”الإرهابي، وأضاف خان، انه التقى المرجع الديني الأعلى لتوضيح عمل فريق التحقيق في انتهاكات داعش في العراق، مبينا أن “اللقاء كان إيجابيا”، وأوضح أن “السيستاني دعا الى أن يعامل المعتقلون من داعش بحسب الشريعة الاسلامية السمحاء والقانون وليس من تراتبية عندنا بالنسبة لحقوق من آذاهم داعش”، وأكد أن “المرجع الأعلى طالب باحترام جميع الأديان والطوائف من أجل حفظ العراقِ بتعدديتهِ الدينية”.

وكان الوفد الأممي المختص بالتحقيق في جرائم “داعش”، وصل صباح أمس الأربعاء إلى النجف الأشرف للقاء المرجع الديني الأعلى السيد  علي السيستاني وبقية المرجعيات الدينية في المدينة. 

وكان مجلس الأمن الدولي وافق، في عام 2017، على تشكيل فريق تحقيق أممي، لجمع وحفظ وتخزين أدلة في العراق على أفعال “داعش”، التي ترقى إلى جرائم حرب، أو جرائم ضد الإنسانية، أو إبادة جماعية.