بغداد: فرح الخفاف
قبل أشهر قليلة تصاعدت أصوات نواب ومختصين رافضة لاتفاق العراق مع دول "أوبك+" على تخفيض الإنتاج، بعد الانخفاض الحاد في الأسعار، وبعد التزام العراق وأيضاً الدول الموقعة، جاءت النتائج إيجابيَّة، إذ ارتفعت الأسعار بشكل لا بأس به.
بيد أن الاتفاق الأخير لأوبك بلس على زيادة إنتاج النفط 500 ألف برميل يومياً (فقط) بدءاً من كانون الثاني المقبل، أثمر فائدتين للعراق، زيادة طاقته التصديريَّة 53 ألف برميل يومياً، أي ما يعادل نحو 70 مليون دولار شهرياً تقريباً،
وارتفاع سعر برميل النفط في الأسواق العالمية الذي بدأ يلامس الـ 50 دولاراً، في وقت تجاوز فيه خام البصرة الخفيف 50 دولاراً لأول مرة منذ أكثر من 9 أشهر.
الإنتاج المقرر
يقول مقرر لجنة النفط والطاقة النيابيَّة حسين الفايز: إنَّ "سبب ارتفاع الأسعار ناتجٌ عن سياسة (أوبك بلس) التي قررت ألا يزيد الإنتاج أكثر من 500 ألف برميل يومياً عن الإنتاج المقرر سابقاً".
وأضاف الفايز أنَّ "حصة العراق من الزيادة تقدر بـ 53 ألف برميل يومياً، ما يوفر للخزينة 70 مليون دولار شهرياً إضافيَّة"، مبيناً أنَّ "قرار (أوبك بلس) دفع الشركات العالميَّة إلى رفع أسعار النفط، بعدما كانت تتوقع زيادة أكبر في الإنتاج"، عاداً ذلك "أمراً مفرحاً".
عودة العمل
تابع: إنَّ "ارتفاع أسعار النفط جاء نتيجة لسياسة (اوبك بلس)، وأيضاً الى طرح لقاح كورونا، ما سيسهم في عودة العمل وتشغيل المصانع وارتفاع البورصات الذي سيؤدي الى انتعاش اقتصادي".
وفي السياق نفسه، قال الخبير النفطي حسين المرزوق لـ"الصباح": إنَّ "سعر برميل النفط قد يرتفع إلى 55 دولاراً وقد يصل إلى الـ60 دولاراً، في حال نجحت لقاحات كورونا وبقي حجم الإنتاج لما تم إقراره مؤخراً من قبل دول (أوبك بلس)".
وأشار المرزوق إلى "نجاح السياسة النفطيَّة للحكومة، رغم الظروف والتحديات والضغوطات التي واجهتها"، مبيناً أنَّ "التزام العراق أدى الى نجاح الاتفاق وأرغم الدول الأخرى على الالتزام، ما أثمر ارتفاعاً جيداً للأسعار".
الجهد الوطني
ويؤكد المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط عاصم جهاد، أنَّ الوزارة لديها خططٌ ومشاريع ستراتيجيَّة لتطوير الرقع الاستكشافيَّة ينفذها الجهد الوطني بالتعاون مع الشركات العالميَّة، من أجل رفع الطاقات الهيدروكربونية الخزنية والاحتياطات النفطية والغازية الى معدلات عالية للارتقاء بمكانة العراق عالمياً.
وقفزت أسعار النفط بعد قرار (اوبك بلس) نحو 2 بالمئة إلى أعلى مستوى في 9 أشهر في موافقة على رفع تدريجي للإنتاج لمواجهة الطلب المتضرر من جائحة فيروس كورونا، كما تتجه صوب تحقيق مكاسب للأسبوع الخامس.
وارتفع خام القياس العالمي برنت 1.04 دولار أو ما يعادل 2.1 بالمئة إلى 49.75 دولاراً للبرميل بعد أنْ ربح نحو 1 بالمئة، وصعد خام غرب تكساس الوسيط 84 سنتا أو ما يعادل 1.8 بالمئة إلى 46.48 دولاراً للبرميل.ـ