الحدث المرتقب

اقتصادية 2020/12/12
...

ياسر المتولي 
 
بدأ العد التنازلي لانتهاء العام (2020)، إذ ايام معدودة وتطوى صفحتها المؤلمة، وسط ترقب دولي حذر مصحوب بشحنة امل بانتهاء جائحة كورونا، التي دمرت كل شيء جميل في الحياة .
للتذكير فقط أشير الى أنني كتبت مقالا هنا بعد فترة وجيزة ومبكرة من الاعلان عن جائحة كورونا، وذلك في اذار من العام 2020 حمل عنوان (حقبة كورونا) تضمن توقعات بالآثار الموجعة، التي ستخلفها الجائحة على اقتصادات العالم، خصوصاً الهشة منها ومن ضمنها العراق، وقلنا انها خسائر تعادل ما زمنه ربع قرن او اكثر من الكساد، عدا آثارها الاجتماعية والسياسية والجانبية .
وهذا المقال موثق في كتابي الثاني، الذي صدر قبل شهرين والذي يحمل عنوان ( أطر نظرية لنظام اقتصادي جديد).
تؤكد التوقعات والتقارير الصادرة عن الدول العظمى المنتجة للقاحات الجائحة، وتبشرنا بانه علاج فعال ناجح بعد التجارب وسيقضي على الوباء خلال العام الجديد 2021 . 
هذا الحدث المرتقب يعطي فسحة أمل الى العالم، وسط مخاوف وشائعات بالآثار الجانبية والوراثية، حيث اشتغلت ماكنة الجيوش الالكترونية، بالرفع من المعنويات والنصب وتخويف البشرية من جهة ثانية .
وسط هذه التداعيات بين الأمل والشكوك والتفاؤل واليأس، يبرز تساؤل مفاده هل انتهت (حقبة كورونا )؟ أو بمعنى آخر هل انتهت( لعبة الجائحة )؟.
اذا اردنا ان نتحدث عما آلت إليه الامور من خسائر وكساد اقتصادي في كل دول العالم، خصوصاً الدول ذات الاقتصادات الهشة والعراق من بينها، فحدث بلا حرج، حيث خسائر موازية لربع قرن من الزمن، اذا لم نقل ونجزم بأكثر، ولكننا لا نريد الخوض في الآثار الموجعة، التي خلفتها الجائحة حول العالم، اذ ان الخسائر البشرية تفوق بعشرات المرات من خسائرالحربين العالمية الاولى والثانية ومعهما خسائر هوروشيما ونكزاكي  للاسف، لذلك حين نتساءل عن انتهاء لعبة كورونا، فاننا نعني انها الحرب العالمية الثالثة قد قامت، من دون حرب نووية وبالستية .لذلك لا بدَّ من ان ينصرف التفكير ملياً بكيفية مواجهة المرحلة المقبلة، والتعاطي مع مرحلة النظام الاقتصادي الجديد، حيث يعد هذا النظام هو الحدث المرتقب، وبمراجعة سريعة لكيفية معالجة نتائج آثار الحرب العالمية الثانية، كيف أسس مفكرو الاقتصاد الى نظام اقتصادي، أفضى الى رفع مخلفات الحرب وآثارها الموجعة، والى ظهور نظام العولمة، وكيف احدثت تطورات كبيرة، لكنها سرعان ما انهارت بمجرد ظهور كورونا، بغض النظر عن السبب والمسبب، عليه يتعين على دول العالم أن تضع بعين الاعتبار عند وضع أسس وركائز النظام الاقتصادي الجديد، ان يحسب للاحداث والطوارئ، التي قد تطرأ في ما بعد، وقد تفوق آثارها آثار جائحة كورونا، وهو ما يعى العالم للتحوط من التوقعات المحتملة، اذا بقيت الحرب مشتعلة بين الكبار .
اين العراق ونحن من التوقعات المقبلة؟
المطلوب تضافر الجهود واعطاء الضوء الاخضر لخبراء الاقتصاد ومراكز البحوث الرصينة، من تقديم دراساتهم والتهيؤ للمستقبل.