صراعات الكبار .. الخفيّة!

الرياضة 2020/12/13
...

علي رياح  

العلاقة بين المدرب ولاعبه لا تقوم فقط على أسس الطاعة العمياء والاحترام المطلق ، وإنما قد تنتقل في كثير من الأحيان إلى جدل محتدم أو صراع خفي يظهر فقط في اللحظات القاتلة أو العصيبة التي يتراخى فيها إبداع اللاعب عمدا فيصيب نفسه وفريقه وبلاده في مقتل!
هكذا نلقي باللائمة على اللاعب ونتناسى ما قد يتسبب فيه المدرب قبل وعند الاختلاف .. ولدينا عشرات من القصص التي حكمتها هذه الجدلية التي تقوم غالبا على عقوق اللاعب أو أحيانا على سوء تقدير المدرب .. فيرى كل من الطرفين أنه على حق ويردد مع الشاعر عمرو بن معد يكرب قوله (أريد حياته ويريد موتي) ..
ما حدث لكثير من فرقنا ، خصوصا الجماهيرية منها ،في مباريات الدوري من تداعيات ظهرت جلية في النتائج المتدنية ، يسلط ضوءا كثيفا على طبيعة العلاقة بين المدربين ولاعبيهم .. المدرب يشتط في تفكيره أحيانا فيذهب إلى تسلط أعمى تنتهي عنده المرونة المطلوبة عند احتدام المواقف ، بينما ذهنية اللاعب تذهب إلى حدود اعتبار نفسه ، حين يؤدي المباراة بشكل جيد ، متفضلا على مدربه وسببا في بقاء الأخير في منصبه!!
نحن في الغالب نلوم اللاعب حين ينشب خلاف له مع مدربه ، وذلك من منطلق أن المدرب يملك سلطة الأب وأن اللاعب لا يملك إلا اظهار الطاعة .. نتحدث عن حكمة الأب ونهيئ للاعب مقعد الابن العاق .. وهذه مشكلة أخرى لا تأخذ بالأسباب ، ولا تتوقف عند التفاصيل ، في حين تلجأ الإدارة في كثير من الأحيان إلى حيادية سلبية ، ولا تدري أن هذه الحيادية قد تودي باللاعب والمدرب والإدارة وأعصاب الجمهور في خاتمة المطاف .. واتصور أن في الزوراء والجوية وقبلهما الشرطة ، والطلبة قبل الجميع شيء من هذا بعد أن سمعنا روايات كثيرة على هذا الصعيد!
كما قلت ، فان العلاقة بين اللاعب ومدربه إما أن تقوم على الفهم والتفهم ليجني الجميع ثمارها .. أو تقوم على أساس البغضاء أو قلة النظر أو التزام الموقف الجامد الواحد ، فلابد من أن تنتهي إلى الضياع .. أو إلى أن يصبح النجم المظلوم ، بردة الفعل ، بطلا قوميا وعنوانا عريضا يلخص الإبداع كما يحدث في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي الآن!