بغداد: الصباح
قال المستشار المالي في رئاسة الوزراء الدكتور مظهر محمد صالح إن غياب الايمان بالرؤية في المستقبل الاقتصادي للبلد والسعي لفكرة أن نعيش الان ولتحصد الاجيال القادمة خيبة الامل، جاء بعد انحراف القاعدة الانتاجية للدولة في الصناعة التحويلية وتوقف نشاط ورش ومعامل القطاع الصناعي الخاص،
والاستيرادات الرخيصة ضمن سياسة الباب المفتوح وليبرالية الاقتصاد.
واضاف صالح في تصريح لـ«الصباح» لقد «فقد البلد اكثر من 800 الف عامل صناعي وباتوا خارج الاختصاص ويعملون في نشاطات خدمية شديدة الهشاشة في تكوين الناتج المحلي الاجمالي».
ولفت الى أن «اهمال البنية التحتية الزراعية التي تعد عماد النشاط الزراعي (الذي يهيمن النشاط الاهلي عليه بنسبة 95 بالمئة)، أوصل البلد الى أن تكون مساهمة اهم قطاعين حقيقيين لا تتجاوز 8 بالمئة من الدخل الوطني للعراق، رغم انها تضم 37 بالمئة من قوة العمل المنتجة بالعراق وتعمل بانتاجية هابطة».
ورأى صالح ان «الايراد الريعي النفطي، الذي يمثل العمود الفقري والدافعة المالية للعراق، قد تحول من نشاط الانتاج الحقيقي والتشغيل المنتج الى التشغيل الخدمي الهش الذي بات يرتبط بحركة الانتاج المحلي بل يرتبط بدورة استهلاكية تحرك دالة الانتاج خارج
البلد» .
وأوضح ان «النفط بات يأتي لادامة الحياة الاستهلاكية الضيقة، وان النمو الانتاجي وتعظيم الاستثمار ينمو خارج البلاد ليغذي قوة استهلاكية تعتاش على معادلة النفط مقابل الاستهلاك من السلع المستوردة» .
وأكد صالح «على هذا الاساس ظلت مستويات البطالة بواقع مرتبتين عشريتين وهي في تعاظم مع نمو السكان وظل النمو في الناتج المحلي الاجمالي غير النفطي في تناقص وعند اوطأ نقطة في تاريخ النماء في
العراق».