التيار العوني: مخطط مخابراتي كبير لإدخال لبنان في المجهول

الرياضة 2020/12/17
...

 
 بيروت : جبار عودة الخطاط 
 
لم يبقَ على الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت سوى أيام معدودة، حرص قبلها ساسة لبنان على تصوير أنفسهم في صورة المبادر لحلحلة الوضع الذي بلغ أوج تعقيده بعد اللقاء الأخير بين الرئيسين عون والحريري الذي تمخض عن اتساع هوّة الخلاف بينهما ليدخلا في قطيعة حرب سياسية وإعلامية شعواء، تزامنت مع حرب الملفات القضائية، التي فاقمت الأزمة. 
التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس اللبناني ميشال عون بدا أخيراً في موقف تلقف كرات النار السياسية والإعلامية، التي لم يدخر هو الآخر جهداً في توجيهها لخصوم دخلوا معه في لعبة التربص بالدوائر، غير أنَّ التيار العوني أطلق تحذيراته بأن الاستهداف هو خارجي المصدر داخلي التنفيذ وأن ثمة أجندات مخابراتية تقف خلفه،  وقد نبهت مصادر التيار على "وجود مخطط خارجي مخابراتي كبير لإدخال لبنان في المجهول"عبر ما أسمته بالغرفة السوداء التي تحاول التدليس وفبركة الأخبار التي (تسعى للنيل من الرئيس اللبناني العماد ميشال عون)، وأكدت المصادر أن "هناك من يحاول تكرار انفجار 17 تشرين في وجه التيار بالتحريض، مشددة على أن خشيتها من مغبة هذا المخطط "تستند إلى معلومات موثّقة عن أخبار كاذبة تولّى سياسيون وأمنيون يعملون لدى غرف سوداء خارجية اختلاقها ونقلها إلى القيادات السياسية وإلى بعض وسائل الإعلام". 
في حين أفادت مصادر إعلامية قريبة من حزب الله بشأن تطورات ملف تأليف الحكومة، ومواكبتها للجهد الفرنسي الذي من المفترض تكثيفه قبيل زيارة ماكرون" بأن المحاولات الفرنسية لتحقيق خرق إيجابي في ملف تشكيل الحكومة لا تزال مستمرة، وثمة تواصل مع الرئيس المكلف والوزير السابق جبران باسيل، حيث فتح الاليزيه خطّين للتواصل مع الرجلين بغية تقريب وجهات النظر قبل زيارة ماكرون، لتقطف ثمارها خلال تلك الزيارة". وتساءلت المصادر"هل فعلاً ان إحداث تقارب بين عون والحريري صعب الى هذه الدرجة، أو أنّ القصة مرتبطة بموعد دخول جو بايدن البيت الابيض"؟ مؤكدة أن" كل المحاولات الفرنسية ستذهب هباءً منثوراً إن كان الرهان أميركي الوجهة، علماً أن نتائج المحاولة الفرنسية بين الحريري وباسيل ستحدّد توجّه الرئيس الفرنسي في بيروت، إما إقبال على السياسيين أو إحجامٌ عنهم، ولكن ماكرون لن ينكفئ حتما عن الاهتمام بالوضع اللبناني".
الى ذلك أطلق وزير الداخلية السابق مروان شربل امس الأربعاء، تحذيرات شديدة اللهجة من كارثية المشهد اللبناني، مؤكداً أنّ "انفجار مرفأ بيروت يُعتبر ثالث أخطر جريمة في العالم، وأمامه تَسقط كلّ المحرّمات والحصانات القانونيّة والسياسيّة والطائفيّة والحزبيّة"، وأوضح  أنّ "هناك مؤامرةً خارجيّةً لتفليسنا وتجويعنا، لنستسلم للخارج ولشروطه"، مبيّنًا أنّ "فشل رهان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنجاز الترسيم البحري في عهده سيقود في الأيام الأخيرة من ولايته إلى أعمال جنونيّة، ولبنان في أصعب مرحلة بـتاريخه، وهي تمتدّ من تاريخ اليوم حتّى 20 كانون الثاني المقبل".
في غضون ذلك أعلن الاتحاد العمالي اللبناني العام تعليق الإضراب الذي كان مقرراً أمس الأربعاء، وأكد رئيسه بشارة الأسمر أن"الاتحاد توصل مع رئيس الحكومة حسان دياب والوزراء المعنيين إلى تفاهم بشأن عدة مسائل أبرزها استثناءالطحين والقمح من قرار رفع الدعم" مضيفاً في مؤتمر صحافي: "تمّ تصنيف الأدوية تمهيداً لرفع الدعم عن بعضها، أما أدوية الامراض المزمنة فستبقى مشمولة بالدعم"، غير أن وزير الاقتصاد راوول نعمة، أفاد بأن "دعم مصرف لبنان يستنزف بالعملات الأجنبيّة نحو 550 مليون دولار من الاحتياط"، وقال: إن "سلبيات سياسة الدعم استنزاف وهدر المال العام وانخفاض احتياطيّ المصرف المركزي والتهريب وعدم استفادة الفقراء"، مشيراً الى أن"وقف المصرف المركزي ضخّ العمولات الأجنبيّة يؤدّي إلى رفع الطلب على الدولار، وبالتالي تدهور قيمة الليرة وزيادة الأسعار"، وأكد أنه"لا يمكن الاستمرار بدعم السلع ويجب استبدالها ببرنامج تعويضات نقديّة".