الحلول من خارج الحدود !!

الرياضة 2020/12/18
...

طه كمر
عامان كاملان والجودو العراقية أسيرة تقاطعات وجهات النظر لمن يمسك بزمام الأمور فيها ، فبعد أن شهد الاتحاد العراقي للجودو آخر مؤتمر انتخابي له قبل عامين وفق القانون العراقي الذي جرت خلاله جميع انتخابات الاتحادات الأخرى، لم تسر الامور كما مخطط لها كون هناك اتحاد آخر جاء بشرعية دولية حظي بها أصحابه من خلال إشراف ممثلي الاتحاد الدولي في بغداد ومن دون أي اشراف حكومي أو مباركة الاولمبية العراقية.
اتحادان أحدهما عراقي والآخر دولي ، الأول كان في الخدمة لفترة وجيزة لكن عمله يقتصر على الاستحقاقات المحلية فقط، والثاني بات يغازل الاتحاد الدولي بين فترة وأخرى ويبحث عن بصيص أمل يجد نفسه فيه حتى وصل الاثنان الى طريق مسدود ، عندما صحت الاولمبية من سباتها وبعد أن أقرّت هي بنفسها شرعية الاتحاد المنتخب بإشرافها عادت وبطريقة مضحكة لتلغي قانونها وتعتمد الاتحاد الثاني على حساب الأول في مفاجأة وكأنها لغز لن نستطيع فك طلاسمه حتى اللحظة. الى هنا لم تنته الحكاية بل ازدادت تعقيدا كلما خضنا بتفاصيلها لاسيما ان الوضع الرياضي في العراق بات معقدا في جميع جوانبه ، بعد أن شهد مشكلات جمة سواء في الاولمبية أو وزارة الشباب والرياضة التي شهدت ولايتين من دون أن تجد حلا لأهل الجودو الذين باتوا يندبون حظهم العاثر الذي جعلهم أسرى لعبة أحبوها وامتهنوها ليعيشوا من خلالها، أسوة بأهل السباحة والكرة الطائرة والمصارعة وحتى القدم التي هي الأخرى شهدت حالة غريبة لم تألفها رياضتنا من قبل عندما تم تسريح اتحادها برمته وما زالت من دون اتحاد شرعي ، فمعطيات الحال لا توحي ان الامور تسير بما تريد الرياضة بل بما يريد من يسيّرها. البعض من رجالات الجودو أسسوا اتحادا جديدا يدعى الباغوت ولو اني لم أسمع به من قبل ، لكنهم ارتضوا لأنفسهم الانضواء تحت طائلته على أمل أن يعيدهم للخدمة التي فارقوها بفعل فاعل ، ويعيلوا أسرهم في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها العالم برمته إزاء تفشي وباء كورونا الذي القى بظلاله على الجميع ، لكن الحلول دائما تأتي من خارج الحدود خصوصا من منطقة الخليج عندما شهدت العاصمة العمانية مسقط اجتماع المجلس الاولمبي الآسيوي ، ليأخذ على عاتقه وزير الشباب والرياضة عدنان درجال مع محاور اللجنة الاولمبية العراقية رعد حمودي أمر الجودو ويتفقان مع المجري توماس فايزر رئيس الاتحاد الدولي للعبة على إعادة الانتخابات ، لنرى من سيكون صاحب القدح المعلى فيها بعد أن تصدعت رؤوسنا بأقاويل وتصريحات لم تصل بها الى بر الأمان.